الجمعة 31/أكتوبر/2025

(خانة) الناطق الرسمي في الهلال

(خانة) الناطق الرسمي في الهلال
طق خاااص
خالد ماسا
 
على أيام المجالس السابقة التي حكمت الهلال، كان هناك تقليدٌ وعادة سيئة تلازم الأداء الإداري، متمثلة في وجود طوق صحفي “أمني” يتكوَّن من بعض الأقلام التي يُنصِّبها المجلس أو تُنصِّب نفسها سادنةً للمجلس وعرَّافةً لعلاقته بالجمهور الهلالي؛ تأمر وتنهى وتصدر القرارات وصكوك الغفران الزرقاء بحسب الموقف من تأييد المجلس أو معارضته.
كانت تتحدث بلسان المجلس، وفي أحيانٍ أخرى تسرقه ولا يطرف لها جفن، وكانت هي الساعة التي تضبط علاقة الجمهور بالمجالس، فخلقت لهم الأعداء أكثر من الأصدقاء، وخصمت من الإنجازات أكثر مما روَّجت لها بين أهل الهلال.
ومع هذا المجلس، ولأسباب كثيرة — لا ننكر أن من بينها طبيعة الأشخاص المؤثرين فيه — اختفى هذا التقليد، أو فلنقل قلَّ تأثيره تمامًا.
فما عاد المشجع الهلالي يرى أقلامًا تتحرش به وبمواقفه، ولا أثرًا لأي عمل إعلامي “عُصابي”.
بل في العديد من المواقف عبَّرت بعض الأقلام المحسوبة كمؤيدة للمجلس — وبكل شجاعة — عن مواقفها ضد المجلس دون أن ترى في ذلك حرجًا، ونعتبر أن هذا يُعد تطورًا إيجابيًا على مستوى المجلس وعلى مستوى الأداء الإعلامي.
ورغم ذلك، فإننا نرى أن للمجلس الحالي فجوة إعلامية ظلَّت تخصم من أدائه كثيرًا وتُؤخذ عليه كمجلس، لا كإعلام، ألا وهي حالة التواصل المؤسسي بين المجلس والرأي العام.
وفي المرات القليلة التي حدث فيها هذا التواصل عبر “الأمين العام” — والمفترض أنه الناطق الرسمي باسم المجلس — كان التواصل عبارة عن أهداف عكسية في شباك المجلس!
فعلى سبيل المثال، فإن الشغل الشاغل للرأي العام الهلالي الآن، بخلاف تخطي الفريق للدور التمهيدي، هو مصير الموسم الحالي ومشاركة الفريق في منافسة بديلة أو الموقف من البطولة المحلية، سواء بالمشاركة أو بالمقاطعة.
و“الآذان الزرقاء” سمعت “برا برا” بطلب الهلال المشاركة في الدوري الجزائري، وكذلك في الدوري الليبي، وكان بالإمكان نشر هذه المخاطبات في حينها عبر القنوات الرسمية للنادي حتى يكون جمهور الهلال على بيِّنة وهو يناهض “طناش” الاتحاد العام لمصلحة تخص الهلال.
وللاستدلال أكثر على “سبهللية” هذا التواصل، فإننا لن نجد أوضح من تصريح السيد الأمين العام بالأمس لصحيفة “الزرقاء” بخصوص مشاركة الهلال في الدوري الرواندي.
فالأمين العام لم يفعل شيئًا سوى نقل “الونسة” بينه ورئيس الاتحاد الرواندي على هامش اجتماعات رابطة الأندية المحترفة — (وأصرَّ على التذكير بعضويته فيها كممثل لأندية شرق ووسط القارة) — وقال، بحسب الصحيفة:
“تباحثنا في أمر مشاركة الهلال في الدوري الرواندي”،
وأردف قائلاً إن رئيس الاتحاد الرواندي “رحَّب وأبدى موافقته”.
والأشياء عند الدكتور حسن علي عيسى كلها بهذا المستوى، ولا نؤاخذه على ذلك أكثر من مؤاخذة المجلس كمنظومة لا تعرف قيمة الخطاب الإعلامي وأثره.
كان من المحترم بحق الهلال لو أن التصريح جاء كالآتي:
“وعلى هامش اجتماع رابطة الأندية المحترفة، أجرينا تواصلاً مع رئيس الاتحاد الرواندي مذكِّرين بخطابنا المعنون بطلب المشاركة في الدوري الرواندي هذا العام بتاريخ (...)، والمرفق معه خطاب الموافقة من الاتحاد العام.”
إلا أن هذا لم يحدث، وكأن رئيس الاتحاد الرواندي يحمل الموافقة في جيبه، وليس لديه مؤسسة يرجع إليها أو يتشاور معها!
وهذه المؤسسة تتطلب لمثل هذا الإجراء مخاطبات رسمية، لا أحاديث في علم الغيب، ويمكن أن ينسفها أي “لكلكة” من أي طرف.
ولا يوجد قلم أو مشجع هلالي لم تمر عليه — في أماكن متفرقة من الفضاء التفاعلي — قصص اللاعب خاديم دياو، الغائب حتى كتابة هذه السطور عن الهلال، وأنه قد توجه لمسارات أخرى غير التفاوض مع النادي لحسم الخلاف.
ومع ذلك، لم يخرج توضيح رسمي لموقف النادي بخصوص رواتب اللاعب واستحقاق تسجيله وترتيبات الموقف القانوني، ولا نستبعد أن يخرج الأمين العام ليقول إنه يحترم السلوك الاحترافي لخاديم دياو!
أيضًا، لم يعد من الأسرار أن هناك مشكلة تتعلق باللاعب عماد الصيني، وهذه المشكلة يتضرر منها الهلال بسبب تصرفات وسلوك أطراف أخرى، ومع ذلك فإن التواصل الإداري للمجلس مع الرأي العام “تعبان” في هذه القضية، ولا نعلم حتى الآن مسارات الهلال للحل بما يحفظ الحقوق الهلالية.
ونتساءل هنا: عن أي رابطة أندية محترفة نتهافت، والمجلس نفسه يفتقد إلى السلوك الاحترافي في إدارة قضاياه؟
نعم، سيتخطى الهلال غدًا البوليس الكيني، ليس فقط للفوارق الفنية بيننا وبينه، ولكن أيضًا لأنه في تصنيف الإدارة المحترفة يُصنَّف “نديدَنا”.
فالأندية التي تقطع علينا طريق البطولة كل عام، حتى وإن كنا نتفوق عليها بنوعية وجودة اللاعبين، فإنها تتفوق علينا بالمنظومة الإدارية المحترفة.
ومعروف أن تكامل النظم الفنية والإدارية بمنهجٍ محترف هو السبيل الوحيد لمنصات التتويج، أما منهج “القوالة” الإدارية والنظم الشفاهية في المخاطبات، فلا تُدير الأندية.
فنسألكم بالله...
أن تُعطوا الهلال وجماهيره القليل من الاحترام.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار