 
            أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
أجد كثيرًا من العناء والمشقة في إجراء مفاضلة أو موازنة بين عبدالمهيمن الأمين الذي تم اعفاؤه من مهامه كمدير للكرة بالهلال، والباشمهندس عاطف النور الذي عين لذات المنصب من حيث الكفاءة والمهنية والانضباط، هذا من ناحية عامة، أما من ناحية خاصة، فالأمر بالنسبة لي أكثر تعقيدًا ومشقة، إذ تربطني بالرجلين علاقة صداقة وود عميق، ولا زلت أذكر بكثير من التقدير والعرفان لأخي عاطف النور زياراته لي التي لم تنقطع إبان تواجدي في القاهرة للعلاج.
كل هذا يجعل قناعتي بالرجلين من حيث الكفاءة والإخلاص والتفاني، النابع من هلاليتهما، متساوية تمامًا.
ولكن هناك ما أثار مخاوفي من هذا الإحلال والإبدال، وفي هذا التوقيت الحرج.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل متابع للشأن الهلالي وأداء ومسيرة عبدالمهيمن الأمين هو: ماذا هناك؟
ولعله من أبجديات العمل المؤسسي أن يكون عامل الشفافية حاضرًا في مثل هذه الأحوال، حتى لا تلحق بالقرار عوامل الشك من قول وقال، وأحاديث هنا وهناك، ربما تؤثر تأثيرًا مباشرًا على إعداد الفريق الجاري الآن، وربما على مسيرته القادمة.
وحتى لا أخوض في حدث لازالت تكتنفه الضبابية، فإني أنصرف إلى أمر آخر، حتى يصدر المجلس الموقر بيانًا يزيل به الغموض ويدفع الشكوك.
ثم أعود لما انقطع من حديث عن حصاد الاتحاد العام، الذي غرق في الفشل حتى تحللت جثته.
وقد كررت في مقالاتي عن الاتحاد عبارة فحواها أن كرة القدم وما تستحقه من اهتمام، يعني بتطويرها ووضع الخطط المرحلية والمدروسة لانتشالها من وهدتها الحالية، تعتبر آخر أولويات الاتحاد العام، إن كانت له أولويات سوى جمع المال فقط.
وما يزال الاتحاد العام يؤكد هذا في كل يوم، وفي كل خطوة يخطوها.
وهاهي آخر الأدلة الدامغة تأتي متمثلة في مبلغ الـ 600 ألف دولار حافز الشأن، والتي فجرت خلافًا حادًا بين قيادات الاتحاد.
لاحظ أيها القارئ الكريم أنه لم تهزهم نتائج المنتخب، ولم تحرك فيهم ساكنًا هزائمه.
والشاهد الشاخص في الأمر يقول: كان الواجب أن يصدر الاتحاد قرارات عاجلة وتشكيل لجان من ذوي الاختصاص والدراية لدراسة أسباب إخفاق المنتخب في الشأن والكان، هذا لو كان المنتخب من أولوياتهم واهتمامهم.
ولما كان كنز الدولار هو شاغلهم، فقد طارت (عجاجتهم) لحظة استلامه، وقبل أن يجف عرق اللاعبين من على جباههم.
ومن قبل فضيحة الـ 600 ألف دولار، تحدث الإعلام عن القصور وسوء التقدير في إلحاق أبي عاقلة بالمباريات المنتخب.
ومن قبلها خبر الإداري النافذ، بل (النافذ الصلاحية)، الذي حرم المنتخب من مجهودات عمار طيفور.
واحدة فقط من هذه الأخطاء كانت كفيلة بأن يتقدم الاتحاد باستقالة جماعية، تتيح لأولي الأمر اختيار نفر جديد ممن تعج بهم الساحة لقيادة الكرة السودانية وانتشالها من بركة الفشل التي أغرقها فيها اتحاد كنز المال، وغرق معها.
0 التعليقات:
أضف تعليقك