 
            في الصميم
حسن أحمد حسن
في دراسةٍ أُسَرية أُجريت مؤخرًا، تبيَّن أن أغلب الخلافات الزوجية تنشأ بسبب خروج الزوجة المتكرّر إلى بيت أبيها، نتيجة الاتصالات المتكررة من الأب، الذي يطالب ابنته بالحضور بحجة: «مشتاقين ليك».
وكثير من المتزوجات نراهنّ يذهبن يوميًا إلى بيت أبيهن «مقيلة»، وأغلب من يعانين من مشاكل الانفصال نجدهنّ من اللواتي يُكثِرن من نغمة الاتصال بالزوج بعباراتٍ مثل:
«أنا مشيت ناس أمي، إنت راجع من الشغل؟ تعال عشان أرجع معاك».
أيها الأب، رسالة لك نقول فيها:
عندما تزوِّج ابنتك، عليك أن تفهم أنها خرجت من طاعتك ودخلت في طاعة زوجها.
حتى زيارتها لك لا تصحّ إلا بإذن زوجها.
عليك أن تفهم أنه عندما تزوِّج ابنتك، يجب أن تحترم خصوصيتها مع زوجها.
فلا تتصل في كل وقت، ولا تزورها في كل وقت،
ولا تتدخل في شأنها وشأن زوجها،
ولا تطلب منها شيئًا دون أن تُعلِمها بأن تُخبر زوجها بذلك.
عليك أن تفهم أنه لا يجوز لك أن تدخل بيتها وتأخذها دون علم زوجها،
ولا أن تُجبرها على فعل شيء دون علمه.
وعليك أن تفهم أنه يجب أن تُبعِدها عن مشاكلك مع أهل زوجها،
وخاصة في حالات زواج الأقارب.
لا يمكنك أن تُجبرها على ترك زوجها أو تطليق نفسها بسبب خلافاتك مع والد زوجها أو إخوته أو حتى مع زوج ابنتك نفسه.
عليك أن تفهم أيها الأب أن عمرك بدأ في العدّ التنازلي،
وأن أمان ابنتك زوجها، ومستقبلها زوجها، واستقرارها زوجها، وحياتها من حياة زوجها.
يجب أن تُدخِل هذه الفكرة في عقلك، وأن تُعلِّم ابنتك ذلك.
علِّم ابنتك أن طاعة الزوج من طاعة الله،
وأنه لا جنةَ لها إن عصت زوجها، أو كذبت عليه، أو آذته بإهانةٍ أو حيلةٍ أو سحرٍ أو مشكلة.
فإنها — وإن عبدت الله العمر كلَّه — لا يأذن الله لها بدخول الجنة حتى يَسمح لها زوجها ويغفر لها.
عليك أن تُفهِم زوجتك وأولادك ضرورة ترك ابنتك وشأنها،
وعدم التدخل في خصوصياتها أو مشاكلها مع زوجها إلا في حال الضرورة.
وألزم زوجتك بتقليل مكالماتها مع ابنتها وتقليل المراسلات معها،
وأن تكفّ عن حشر أنفها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تتعلّق بها.
فالأب الحقيقي هو من يُمهِّد لابنته المستقبل،
ويُرشدها إلى الطريق القويم السليم نحو تكوين أسرةٍ آمنةٍ مطمئنةٍ مستمرةٍ ومطيعةٍ لزوجها.
يعلمها كل شيء قبل أن تتزوج.
فالحب لا يكفي ما لم تكن هناك توعية من الأب لابنته.
أن تحب ابنتك يعني أن تُعلِّمها، وتعرف حدودك معها، وتصبر من أجلها.
لو علمنا أن الحب هو رسم خارطة طريقٍ للبنت من أجل مستقبلها،
لانخفضت نسبة الطلاق التي نراها قد زادت مؤخرًا بصورةٍ مقلقة.
فأغلب حالات الطلاق والمشاكل العائلية تحدث بسبب تدخل الأم والأب في خصوصيات ابنتهما مع زوجها وأهل زوجها.
فيا أيها الآباء، راعوا خصوصيات بناتكم ومشاعر أزواجهن.
0 التعليقات:
أضف تعليقك