وقس على ذلك
حسن عمر خليفة
 
* كما كان متوقعاً أنجز الهلال المهمة وأكمل المطلوب وصعد إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا بعدما فاز على البوليس الكيني(رايح جاي) كما يحلو لأستاذنا رمضان أحمد السيد أن يقول، لم يخالف الهلال قاعدته التي أرساها منذ ظهوره الأول في مجموعات الكبار من بطولة الكبار في عام ٢٠٠٧ حيث ظل الفريق ركناً أساسياً في هذا الدور لم يغب إلاّ في مرات تعد على أصابع اليد الواحدة كان بعضها من أجل اصطحاب آخرين ظلّوا ينتظرون الهلال ليزرع ثم يأتوا ليحصدوا وليس هذا موضوعنا الآن فأمام سيد البلد ما يشغله أكثر من الالتفات لمثل هذه الأمور، قلنا إن تأهل الهلال المرشّح حالياً للمنافسة على لقب أفضل نادٍ في القارة جاء سيراً على القاعدة الثابتة لفريق يعمل ويجتهد ويراكم النقاط عاماً بعد الآخر ويلعب أمام أندية ذات صولات وجولات في أمجد المسابقات الإفريقية.
* ما لفت نظري في تأهل الهلال ليس الأهداف الثلاثة ولا التطور اللافت في أداء الفريق؛ اللافت للنظر والداعي للإعجاب هو الحضور الجماهيري الكبير الذي وثّقته الكاميرات والذي ذكّرنا بليالي الجوهرة الزرقاء وأيام أم درمان ردّ الله غربتها، لم يكن الهلال غريباً في بنغازي بل كان مسنوداً بجماهير نجح في إهدائها الفرحة، جماهير أثبتت بحضورها المميز ودعمها المتواصل أن مجلس إدارة الهلال مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بأن يجتهد من أجل أن تكون بنغازي أرضه التي سيستقبل عليها المنافسين لما سيجده هناك من دعم وسند بعد أن قدّمت الجماهير هناك أوراق اعتماد ملعب شهداء بنينا كملعب بيتي يمكن أن يعيد للفريق شيئاً من ألق جوهرته المفقود لا سيما وأن تجربتي الهلال السابقتين في موريتانيا وتنزانيا مع وافر التقدير لهما لم تحققا من الالتفاف والسند الجماهيري ما وجده الفريق في ليبيا.
* إن الهلال الذي كسر أطر المحلية وانطلق من إسارها الضيق وبات يملك قاعدة جماهيرية تجاوزت النطاق السوداني عبر مجتمع مفتوح للكل حريٌّ به وجدير بجماهيره أن يكون حاديها ودليلها كلمات الحلنقي بنغمات وردي: أي مكان تمشيهو مكاني؛ وإن كانت القلوب تخفق مع سيد البلد في حضوره والغياب فإن الحضور الجسدي في عين المكان له درجة تزيد على حضور المحب البعيد ومافي الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق .. فيبكى إن نأوا شوقاً إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق، أو كما عبّر المغني السوداني بلسان حاله وقال: في الحالتين أنا الضايع.
* جماهير الهلال من حقها أن تفرح وتفخر بفريقها الذي يحمل وحيداً راية الكرة السودانية، يصول في شرق القارة وغربها ويطوف بشمالها وجنوبها ليقول إن السودان رغم الأزمات والإحن والمحن ما زال يقاوم و (يعافر ويدافر) من أجل أن يستعيد عافيته مادّاً جسر الرياضة التي لم تعد ترفاً وتزجية وقت وتسلية فراغ، وإنما هي أكبر من ذلك بكثير، وإن كان الشكر واجب لمجلس إدارة الهلال وجهازه الفني ولاعبيه والقائمين على أمر دائرة الكرة فيه؛ فإن الشكر يجب أن يكون مضاعفاً لجماهيره في ليبيا والذين تقاطروا من كل حدب وصوب ومن كل دار وحارة (زنقة زنقة) لمساندة الفريق. وفي انتظار قرعة الأبطال فلنفرح ونستمتع جميعاً بتأهل الهلال.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك