الجمعة 31/أكتوبر/2025

الأهلي مدني: العراقة والتاريخ.. أكبر من أن يتلاعب به أصحاب المال والسلطة

الأهلي مدني: العراقة والتاريخ.. أكبر من أن يتلاعب به أصحاب المال والسلطة
بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
▪️
• الأهلي مدني سيد الأتيام منذ تأسيسه عام 1928م لم يكن مجرد نادٍ لممارسة كرة القدم، بل كيان رياضي شامل ومنارة للتميز في مدينة ود مدني العريقة، صاحبة الكعب العالي والريادة في مجالات الرياضة والفن والثقافة والسياسة.
• على امتداد تاريخه الطويل، أثبت النادي الأهلي قدرته على صناعة المتميزين وتقديم نجوم كان لهم الحضور اللافت في المحافل المحلية والقارية والدولية.
• تفوق الأهلي مدني على القمة الكروية، فهزم الهلال والمريخ مرارًا، وفاز على فرق خارجية لها اسمها ووزنها مثل دايو الكوري، ولوكوموتيف البلغاري، وإسلافي وأوسترافا التشيكيين، والترسانة والإسماعيلي المصريين، إضافة إلى أكسبريس الأوغندي، كما هزم بطل إفريقيا الوسطى وتعادل مع منتخب إثيوبيا، وفي مشاركته الأخيرة هذا العام فاز على النجم الساحلي التونسي.
• ظل الأهلي مدني سيد الأتيام علامة فارقة في الرياضة السودانية، حيث قدّم منظومة من الأسماء الخالدة في تاريخ كرة القدم السودانية، من بينهم – على سبيل المثال لا الحصر – السر بدوي، ماماو، سنطة، بابكر سانتوس، خضر الكوري، حمد، الديبة، حموري، عصام غانا، الدحيش، ملكية، وغيرهم كثير.
• وظلت جماهير الأهلي مدني رمزًا للولاء والالتزام والدعم الثابت للنادي، وشكلت قوة حقيقية منحته التميز والتفرد، وجعلته رمزًا للفخر والانتماء داخل المدينة وخارجها.
• لكن المؤسف أنه، وفي خطوة صادمة، جاء الحديث من الرئيس الشرفي الأستاذ حازم مصطفى عندما صرّح بأن الأهلي قد تنازل عن فرصة المشاركة في الدوري الرواندي لصالح نادي المريخ.
• جاء التصريح بعد أن قدّم الأهلي والهلال طلباتهما للاتحاد الرواندي مبكرًا وحصلا على الموافقة المبدئية (وفق ما رشح)، ثم جاء المريخ بطلب لاحق، وقيل إن اتحاد رواندا رأى صعوبة في قبول ثلاثة أندية.
• هنا أخرج الرئيس الشرفي لسانه لجماهير الأهلي، ووضع ستارًا أسود على تاريخ النادي، معلنًا التنازل لصالح المريخ، في سابقة خطيرة لم تراعِ تاريخ الأهلي العريق ولا جماهيره الوفية، وكأن الأهلي مجرد فريق تابع أو تحت إدارة القطاع الرياضي للمريخ.
• بغض النظر عن موافقة اتحاد رواندا أو رفضه للطلبات، فإن التصريحات تكشف بوضوح أنها جاءت من منطلقات شخصية للأستاذ حازم، مقدِّمًا مصلحة المريخ على الأهلي، ومتجاهلًا الالتزام الإداري والشرفي، ومتجاوزًا قيم الرياضة والتنافس الشريف، وإرث النادي وجماهيره التي ترى الأهلي مدني على القمة، لا تابعًا لأحد.
• كان بالإمكان ببساطة أن يطلب حازم من مجلس إدارة الأهلي المحترم تقديم اعتذار لأي سبب، بدلًا من اتخاذ هذه الخطوة التي لا تشبه الأهلي ولا تشرفه.
• الراجح أن الأستاذ حازم مصطفى لم ينظر إلى الأهلي، بل بحث عن رضا جماهير المريخ وتحسين صورته الذهنية بعد فترة رئاسته المثقلة بالأخطاء والإخفاقات.
• المؤكد أن الأهلي مدني أكبر من أي شخص أو مال، ومكانته التاريخية وجماهيره الوفية تفرض على الجميع الالتزام بذلك، بل ويتعاظم الالتزام على من يتصدرون المسؤولية.
• أي تجاوز لهذه المبادئ تقصير في حق النادي وتشويه لتاريخه، ويجعله مجرد تابع، وهو ما يتنافى مع إرثه ومكانته العريقة ومساندة جماهيره المحبة.
• على أقطاب الأهلي ورموزه وجماهيره أن يدركوا أن النادي كيان حي له إرث لا يمكن التفريط فيه لمن يملك المال أو السلطة.
▪️آخر الكلم ▪️
• نعم، الأهلي مدني سيد الأتيام ليس مجرد فريق كرة قدم، بل رمز العراقة والفخر، وأحد حراس وصُنّاع تاريخ المدينة الرياضي.
• لن تسمح جماهيره أن تُهان قيمه أو يُمحى إرثه، ولن تُقيد مكانته أي قرارات فردية أو مصالح شخصية.
• إن الحفاظ على تاريخه وصون مكانته واجب على كل من ينتمي إليه، ليبقى الأهلي كما كان، سيد الأتيام، شامخًا في القلوب، وعلامة مضيئة في سماء الرياضة السودانية.
📧 Omeraz1@hotmail.com

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار