الجمعة 31/أكتوبر/2025

الاتحاد يواصل العبث... والاعتذار عن الدوري الرواندي أفضل من هذه المهزلة!

الاتحاد يواصل العبث... والاعتذار عن الدوري الرواندي أفضل من هذه المهزلة!
بهدوء
علم الدين هاشم
 
يبدو أن الاتحاد العام لكرة القدم لا يتعلّم من أخطائه، ولا يريد أن يفهم أن الأندية ليست أدوات في يده يُحرّكها كما يشاء، بل هي شريك أساسي في بناء الموسم الكروي ونجاحه.
ومرةً أخرى، يطلّ علينا الاتحاد بقرارات عجيبة تؤكد أنه يعيش في برجٍ عاجي بعيد تمامًا عن واقع الأندية وظروفها المادية والفنية.
آخر فصول العبث تمثل في اشتراط الاتحاد على ناديي القمة، المريخ والهلال، والاهلي مدني الموافقة على المشاركة في الدوري الرواندي مقابل التزامهما بالعودة للمشاركة في الدوري المحلي، رغم أن لجنة المسابقات التي اجتمعت على عجل في القضارف أعلنت انطلاقة الدوري الممتاز في 7 يناير المقبل!
فهل يُعقل أن يطلب الاتحاد من أنديته خوض تجربة خارجية تتطلب استعدادًا وتفرغًا كاملين، ثم العودة خلال أسابيع للمشاركة في بطولة محلية لا يعرف أحد حتى الآن مدى جاهزية بقية الأندية للمشاركة المؤكدة فيها، حسب ما صدر عن لجنة المسابقات؟
ما يحدث ليس مجرد تخبط إداري، بل استهتار بمصالح الأندية التي تمثل واجهة الكرة السودانية قارّيًا. فالمريخ والهلال والأهلي أنفقوا الملايين على التعاقدات الفنية والمحترفين للحفاظ على جاهزيتهما بعد المشاركة الأفريقية، ومع ذلك يواجهون عراقيل كان من المفترض أن تُزال لا أن تُزرع عمدًا في طريقهما!
الاتحاد العام الذي يتغنّى دائمًا بـ”تطبيق اللوائح” نسي أن المرونة جزء من الإدارة الذكية، وأن حماية مصالح الأندية لا تقل أهمية عن فرض الانضباط.
فلماذا لا يُعامل المريخ والهلال والأهلي بما يليق بمكانتهما، فيُسمح لهما بالمشاركة الكاملة في الدوري الرواندي، ثم الانضمام لاحقًا لبطولة النخبة في السودان كما حدث الموسم الماضي؟
إذا أصرّ الاتحاد على هذا التعنت الغريب، فالأفضل لهذه الأندية الاعتذار عن المشاركة في الدوري الرواندي بدلًا من أن يتحوّلوا إلى ضحية مهزلة تنظيمية جديدة تضاف إلى سجل اتحادٍ أثبت عجزه عن إدارة موسمٍ واحد دون ارتباك.
لقد حان الوقت لأن تدرك أنديتنا أن الصمت على هذا التخبط لم يعد مقبولًا، وأن احترام اللوائح لا يعني الخضوع للعبث، لأن هيبة الاتحاد لا تُصنع بالقرارات العشوائية، بل بالعدالة والوعي والإدارة الرشيدة.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار