 
            شهادة حق
حافظ خوجلي
كتبتُ عليك يا مريخ خطى تمشيها، وإن تعثر السير فيها فلا يعني ذلك نقصانًا في سجلٍ يحفظه التاريخ، وتبقى المنافسة بشرف المشاركة فيها، حتى لو ثقلت عوارض التقدم فيها على نحو ما حدث أمس بالتعادل السلبي أمام الفريق الكنغولي، ليقصر مشوار المريخ من بدايته في بطولة الأبطال.
ولأن جماهيره تعودت على كل جميل مقرون بتحقيق البطولات والإنجازات للكرة السودانية، فطبيعي أن تحزن أمس لمغادرة ساحة التنافس الإفريقي.
المريخ عانى كثيرًا في السنوات الأخيرة، بسببٍ معروفٍ لكل قواعده بالداخل والخارج، إضافةً لظروف الحرب التي يعلمها الجميع، لتبدأ عملية التجديد التي تقدمت لها لجنة التسيير وتحملت ما هو فوق طاقتها.
فرغم أنها لم تكمل شهرين، فقد أنجزت عملًا يساوي عامين، وأعادت ترتيب صفوف الفريق على مستوى اللاعب الوطني بجانب الأجنبي، إضافةً للجهاز الفني، وفي ظل هذا التجديد طبيعي أن تتأخر النتائج، ولكن حتمًا سينصلح الحال وإن طال.
البحر بشيل عوامو، والمعنى فيه واضح ولا يحتاج إلى الاجتهاد في التفسير، ما دام المريخ هو من عُرف بعبور بحار التنافس التي تشهد له فيها أدغال إفريقيا بيانًا بالعمل، وإن اختل الميزان حتمًا سينعدل، ليعود المريخ كما عُرف عنه، يزرع الفرح في كل بيتٍ سوداني.
قناعتي تقول: بطولة خارجية للسودان إن لم يحققها المريخ، فلا غيره يستطيع ذلك، والأيام بيننا.
جماهير المريخ يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه فريقها، بمزيدٍ من الدعم المعنوي للاعبين، وتهيئة المناخ للعمل الإداري، لأن هناك الكثير من الملفات يتسارع العمل فيها لتكملة الإنجاز.
إذن، مزيدٌ من التكاتف يعني العبور والوصول إلى الهدف المنشود بإذن الله.
شهادة أخيرة
وداع الأبطال لا ينقص من المريخ شيئًا، ما دام له ما يفتخر به،  كعب العُدم.
نعم، خرج المريخ، ولكن خسرت البطولة.
العافية درجات يا مريخاب، وعشان كده نقول: لا للإحباط.
خروج المريخ من ساحة الأبطال يعني فقدان السودان لإحراز بطولة خارجية، فهل من مكابرٍ في ذلك؟
المريخ من يصنع التاريخ.
صحيح والله.. البحر بشيل عوامو.
معًا من أجل المريخ
أحمد حمد الترابي
خروج المريخ من الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا لم يكن صدمة بقدر ما كان جرس إنذارٍ يفرض على الجميع وقفةً صادقةً لمراجعة الحال. فقد بات الخروج المبكر سمةً متكررةً في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها النادي بعد سنوات الاستقرار الذهبي.
لكن وسط الإحباط، يظل الأمل حاضرًا. لجنة التسيير التي بدأت في إصلاح بعض الجوانب الإدارية تمثل بارقة أمل في استعادة النادي لهيبته، شريطة أن يتم استثمار هذه اللحظة في وضع خطةٍ شاملةٍ للإعداد المبكر، بعد أن يتم اختيار جهازٍ فنيٍ مستقر، وإدارة ملفات التعاقدات والتجهيزات بصورةٍ أكثر مهنية.
الأهم أن يتجاوز جمهور المريخ ردود الأفعال اللحظية، وأن يواصل دعمه للفريق بروح الانتماء التي لطالما صنعت الفارق. فالمريخ ليس مجرد نادٍ محلي، بل هو مؤسسة رياضية رائدة، وهو الوحيد صاحب الإنجازات الخارجية في تاريخ الكرة السودانية، عربيًا وأفريقيًا.
إن الإخفاق الحالي يمكن أن يكون نقطة انطلاقٍ نحو موسمٍ أقوى إذا ما تم التعامل معه بعقلانيةٍ وإصرار، فالتاريخ أثبت أن المريخ لا يسقط طويلًا، وأن كل تعثّرٍ ما هو إلا بدايةٌ لنهضةٍ جديدة.
إنها دعوةٌ للتكاتف، وللنظر إلى الأمام بثقة، حتى يعود المريخ كما عرفناه: منافسًا صلبًا وحاملًا لطموحات جماهيره في كل الميادين.
0 التعليقات:
أضف تعليقك