في الصميم
حسن أحمد حسن
 
ما إن فُتحت المحاكم الشرعية حتى رأينا الكمَّ الهائل من الزوجات الشابات في عمر الزهور يقفن في الشارع، وأخريات يجلسن ينتظرن دورهن. منهن من تحمل أمُّها أطفالَها، ومنهن من تأتي مع المحامي، ومنهن من لا تملك قوت يومها، ناهيك عن حضور محامٍ معها، إما للطلاق أو للنفقة أو بسبب الضرر، وبين مستنداتها الثبوتية أورنيك (

 الجنائي بسبب الاعتداء. وفي الطرف الآخر يجلس أيضًا محامي الزوج، ووسط مستنداته أورنيك رقم (

 والتقرير الطبي بالإعاقة المستديمة التي سببتها له الزوجة من ضربة حديدية قاضية...
كثير من الشكاوى، بل البلاوي، بين الطرفين: الزوج والزوجة. لكن قصة تعدي الزوجات الحديثات على أزواجهن ظاهرة جديدة ظهرت علينا بكثرة خلال فترة الحرب. نقول ربما تأثرن بمسميات الحرب مثل الدانات والصواريخ والمسيرات وغيرها من الأسلحة الفتاكة...
نقولها بكل صراحة:
السبب الرئيسي لخراب البيوت في هذه الأيام – والكلام قد يزعج كثيرين – أن البنت اليوم في بيت أبيها تعيش في قمة الرفاهية، ولا يُعلّمونها معنى قوامة الزوج وحقوقه وطاعته وحسن التبعّل له.
فتتزوج وعقيدتها: أنا حرة، أنا شريكة، أنا صاحبة قرار، أنا مساوية له... أو أفضل منه!
تريد أن تعيش كما كانت تعيش في منزل أبيها، والأدهى والأمرّ أن هذا الزوج المغلوب على أمره هي من فرضته فرضًا على أسرتها، بالرغم من ملاحظات الأسرة، لكنها تصرّ على الزواج منه.
ولا تعلم أنه بعد الزواج سيصبح شرعًا سيدها ورئيسها وكبيرها، وهي مأمورة بطاعته، والحاكم عليها، ومؤدبها إذا اعوجّت، بل إنها في كنفه ما دامت في بيته، ليس لها أن تخرج من منزله أو تأمر فيه إلا بإذنه، حتى لو أمرها أبوها، فطاعة زوجها وتوقيره مقدَّمة بلا خلاف.
هذا ما ينبغي أن يسير عليه البيت المسلم:
رجل قَوَّام، وامرأة مطيعة.
فإذا تبدّلت الأدوار فسد النظام، وهذا معلوم ومشاهد، بما تشهده المحاكم الآن من تزاحم على أبوابها...
الله يهدي شبابنا المتزوج والمقبل على الزواج لما فيه الخير لهم.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك