الجمعة 31/أكتوبر/2025

الذكاء ينتصر على العاصفة

الذكاء ينتصر على العاصفة
رأي رياضي
إبراهيم عوض
 
قبل أسابيع قليلة فقط، كانت جماهير الهلال تغلي غضبًا، والسهام الإعلامية تتجه كلها نحو رجل واحد: الروماني لورينت ريجيكامب.
لم يشفع له اسمه ولا تجاربه السابقة، فالفريق خرج من بطولة سيكافا دون اللقب، وبدت الصورة قاتمة إلى حد بعيد. كان الحديث يدور عن "إقالة وشيكة"، وكأنها مسألة وقت لا أكثر.
لكن في الوقت الذي اشتدت فيه العاصفة، اختار مجلس إدارة الهلال بقيادة هشام السوباط ونائبه محمد إبراهيم العليقي طريقًا مختلفًا؛ طريق الصبر والرؤية.
لم يتعامل المجلس بردود الفعل، بل منح المدرب مساحته الكاملة لتصحيح الأخطاء، وواصل العمل بثقة بأن النجاح مشروع لا يُبنى في يومٍ واحد.
ريجيكامب، من جانبه، التقط الرسالة سريعًا.
أعاد ترتيب أوراقه الفنية، واستثمر في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق الكبير: الانضباط التكتيكي، التوازن بين الخطوط، والقدرة على استغلال الفرص.
وبهدوء القائد الواثق، بدأ الفريق يستعيد مستواه المعهود ويستعيد معها ثقة الجماهير.
الهلال اليوم، وبعد الأداء المقنع أمام البوليس الكيني والانتصار بهدف خارج ملعبه في دوري أبطال إفريقيا، أصبح المرشح الأقوى لبلوغ مرحلة المجموعات، ليس فقط بنتائجه، بل أيضًا بشخصيته الفنية الجديدة التي صاغها المدرب الروماني بعقلانية وجرأة.
الفريق بات أكثر تماسكا، وأكثر هدوءًا تحت الضغط، وأكثر قدرة على فرض أسلوبه في الملعب.
الملفت أن ريجكامب لم يكتفِ بإصلاح الجانب التكتيكي فحسب، بل نجح أيضًا في إعادة الروح لغرفة الملابس.
تعامل بذكاء مع النجوم، وأعطى الثقة لجميع اللاعبين، وخلق مناخًا تنافسيًا جعل كل لاعب يشعر أنه جزء من مشروع متكامل، لا مجرد رقم في قائمة.
اليوم، يتحدث جمهور الهلال بلغة مختلفة.
فبعد أن كان الصبر مطلبًا، أصبح الفخر عنوانًا، وبعد أن كان المدرب موضع شك، صار رمزًا للثقة والتحدي.
ريجيكامب كتب فصلاً جديدًا في قصة الهلال الإفريقية، فصلاً عنوانه:
“الذكاء ينتصر على العاصفة، والميدان يرد على العناوين.”

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار