الجمعة 31/أكتوبر/2025

السودان وموريتانيا.. نهاية الحلم وبداية الأسئلة

السودان وموريتانيا.. نهاية الحلم وبداية الأسئلة

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

 

ـ انتهت مباراة منتخبنا مع موريتانيا في تصفيات كأس العالم بالتعادل السلبي، وبهذه النتيجة ودّع منتخبنا المنافسة رسميًا.
ـ التعادل دا كان أشبه بـ(الخسارة الصامتة).. لا فرحة، ولا قون، ولا بارقة أمل.
ـ الجماهير تابعت المباراة بقلبها قبل عيونها، لكن النهاية جات كما العادة.. خيبة أمل متكررة.
ـ في الوقت الذي كانت فيه الجماهير بتحلم ببارقة أمل للتأهل، حتى لو عن طريق ملحق، أمل يشيل وجع السنين، لكن الواقع قال كلمتو الصعبة: (لسه بدري يا صقور.. الطريق طويل والمشوار داير صبر وشغل عديل).
ـ ثم ماذا بعد الخروج؟ بعد كل إخفاق بيكون السؤال الكبير: وبعد دا كلو.. نعمل شنو؟
ـ لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، لكن في فائدة كبيرة في وقفة صادقة مع النفس.
ـ الخروج من التصفيات ما نهاية الدنيا، لكنه فرصة للمراجعة والمحاسبة، والمنتخب دا ما بس مسؤولية المدرب أو اللاعبين.. المسؤولية جماعية، من الاتحاد العام للمدرب للجهاز الإداري وحتى الإعلام الرياضي.
ـ الزعل مشروع، لكن الأهم منه (الفعل).. لازم نبدأ نشتغل بخطة علمية، مش بالهتاف والقرارات العاطفية.
ـ ظاهرة ضياع الفرص وجع متكرر في المنتخب، وفي المباراة دي — وزي مباريات كتيرة قبلها — صنع فرص، لكن ما قدر يترجمها لأهداف.
ـ فرص سهلة راحت ساكت.. كرات قدام القون تضيع في لحظة تردد أو رعونة، ودي الظاهرة البتتكرر من سنين، والناس تعبت من الشكوى: (نخلق فرص لكن ما بنسجّل).
ـ القصة ما حظ.. القصة ضعف في التركيز، وضعف في الإعداد النفسي، وضعف في التمارين الخاصة باللمسة الأخيرة.
ـ ما في منتخب في العالم بيمشي بعيد من غير مهاجم فعّال.. والمنتخب دا محتاج لمدرب متخصص في الشق الهجومي يشتغل على جزئية (تحويل الفرص إلى أهداف).
ـ شفنا كيف عبد الرؤوف أضاع وسيف تيري أضاع..!
ـ من وين نبدأ بعد فقدان التأهل؟ السؤال دا محتاج شجاعة أكتر من أي كلام تاني.
الخطوة الأولى.. نوقف سياسة التجريب.
المنتخب لازم يكون عندو (عمود فقري) ثابت، ما يتبدل كل مباراة.
الخطوة التانية.. خطة إعداد طويلة المدى تمتد سنتين على الأقل، فيها مباريات ودية قوية، ومعسكرات حقيقية، واستقرار في الجهاز الفني.
ـ نبدأ من المدارس السنية.. اللاعب البتجهز من عمر 17 سنة غير اللاعب البتناديهو عمره أكتر من 25 وتقول ليهو (تعال مثّل المنتخب).
ـ نبدأ من القاعدة مش من القمة.
ـ المستقبل ما مظلم ولا قاتم.. عندنا جيل شاب ممكن يشيل الراية لو لقى اهتمام وتدريب منتظم، لكن لازم نؤمن إن البناء الحقيقي ما بيتم في سنة ولا تصفيات واحدة.
ـ المستقبل محتاج مشروع وطني للكرة السودانية، مش فكرة إعلامية أو شعارات.
ـ عايزين رؤية تمتد من الأكاديميات الصغيرة للأندية للمنتخب الأول.
ـ صقور الجديان ممكن ترجع تحلّق، لكن لازم تطلع من دوامة (العشوائية) وحكاية الشللية وصاحبي وصاحبك ولاعبي ولاعبك.
ـ الجماعة الديناصورات المكنكشين في كراسي الاتحاد العام ديل يجب عليهم التنحي وضخ دماء جديدة تقود الكرة السودانية، بدلًا عن هذا الفشل المتكرر لجعفر وعطا المنان وصحبهم.
ـ المدرب الغاني كواسي أبياه عمل شغل كويس في بداياتو، وقدر يرجع شوية من هيبة المنتخب، لكن بعد التعادل الأخير والخروج فتح الباب لكثير من الأسئلة..
هل يستمر ولا نجيب مدرب جديد؟
ـ لو أبياه حا يستمر، لازم تكون في خطة تقييم واضحة لأدائه، وبرنامج تطوير هجومي، وتعاون حقيقي مع مساعد سوداني فاهم للعقلية المحلية. أما لو في اتجاه لتغيير الجهاز الفني، فالتغيير ما يكون انفعالي.. لازم المدرب الجديد يلقى برنامج جاهز وما يبدأ من الصفر.
ـ المدرب ما سوبرمان، لكن برضو ما معصوم من النقد.
والحقيقة إن منتخبنا محتاج مدرب يجمع بين الصرامة والانضباط والفهم النفسي للاعب السوداني.
ـ الاتحاد العام مسؤول من أول لحظة لآخر ثانية، وهو المسؤول عن اختيار المدرب، وعن إعداد المنتخب، وعن المعسكرات، وعن الحوافز.
ـ الاتحاد لازم يعترف بالأخطاء ويقدّم تقرير شفاف، ويعلن خطة واضحة للمستقبل.
ـ الجماهير ما دايرة تهاجم بس، دايرة (تطمن) إن في جهة بتشتغل بعقل.
ـ المطلوب الآن تكوين لجنة فنية تقيم المنتخب بكل حياد، واستقرار فني على الأقل لعامين، وتحفيز اللاعبين الشباب ودعمهم في الأندية ليستفيد منهم المنتخب، وإعادة الثقة بين الجمهور والمنتخب عبر مباريات قوية وجادة.
ـ الخروج ما نهاية العالم.. نعم الخروج مؤلم، لكن المؤلم أكتر إننا نكرر نفس الأخطاء بعد كل تصفيات.
ـ صقور الجديان رغم الألم تقدر تقيف تاني وتنهض لو في إرادة وإصلاح حقيقي، وإدارة واعية همّها المنتخب، وليس الجري وراء النثريات والتكالب على السفريات ورئاسة البعثات.
ـ لو اتغيرت العقلية التي تدير الكرة السودانية، راح نمشي لقدام، وإلا سوف نلف وندور في نفس الموال.. مشاركة لمجرد المشاركة والسلام.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار