الجمعة 31/أكتوبر/2025

الشباب.. ثورة التغيير في الهلال

الشباب.. ثورة التغيير في الهلال
طق خاااص
خالد ماسا
الشباب.. ثورة التغيير في الهلال
وبطريقةٍ فيها الكثير من الاحتفاء والفخر، شغل أهل الهلال “التايم لاين” بقصصهم ورواياتهم المتعلقة بنيل بطاقات واعتماد العضوية الإلكترونية. بل وظهر ما يشبه السباق لنيلها واستعراضها في الصفحات الخاصة والعامة.
كما أن العارفين بتفاصيل هذا المشروع ومن يقف خلفه، نجدهم من المحتفين بفرس رهانهم عمار الزبير، عضو مجلس الإدارة، ابن المدرجات، وأحد رموز أعظم مجموعة في الهلال.
ولكي نعطي الفكرة حقها، يجب ألّا نحصرها في المقارنة غير المفيدة بينها وبين ما سماه النظام الأساسي بالعضوية العاملة صاحبة الحق الكامل وغير المنقوص في الجمعيات العمومية، أو في إيقاف فعالية الفكرة في حدود الحقوق المكتسبة عبر مشروع منصات مجتمع الهلال.
أرى أن هذه الفكرة هي الآن نواة لمشروع تغيير شامل ينتظم مجتمع الهلال، لو وجدت من "ينظم سبحتها" ويقرأ ما يحدث الآن بفضل الحجر الذي رماه “البرنس” عمار لتتسع الدوائر بعد ذلك، وترسم البدايات للتغيير الهلالي الذي أشرنا إليه.
لا تخطئ عين المتابع أن غالبية المتفاعلين مع الفكرة هم من فئة الشباب، وهذا يُعد انقلابًا كبيرًا وإيجابيًا على صنمية الأفعال والأفكار التي ظلت تتحكم في مفاصل المشهد الهلالي لعقود.
ولا أُبالغ إن قلت إن الفكرة ومؤيديها قد شرعوا فعليًا في تفكيك سيطرة قطب “المال”، وخلق نوعٍ من التوازن بقطبٍ آخر هو “الأفكار”.
فما من مخرجٍ للهلال من “جيوب الأفراد” إلا عبر الباب الذي فتحه عمار والشباب، خلافًا للمحاولات البائسة السابقة التي ظلت تدور في ذات الفلك.
و“الأرقام” التي لا تكذب تقول إنه وخلال هذا الأسبوع ستتفوق العضوية الإلكترونية على أعلى رقمٍ سُجّل باسم العضوية “المستجلبة” في آخر جمعية عمومية للهلال، لأن العضو هنا يفعّل عضويته من حرّ ماله، ويختار بكامل إرادته أن يكون جزءًا من مجتمع منصات الهلال.
هؤلاء هم الرصيد الفعلي للهلال وخزانة رأس ماله الحقيقية، لو قارناهم بكلية الانتخابات الأخيرة التي انتهى دورها ببيع الذمة الانتخابية، وتنتظر الآن المولد الانتخابي القادم لترى إن كان هناك مشترٍ جديد.
جيلٌ جديد يتخلق في الهلال، مسلح بالوعي، لا مكان فيه للظواهر الصوتية ولا لبائعي “الحناجر” والأقلام.
جيل يمتلك ناصية تحليل الأداء الفني، ويبحث في اللوائح والقوانين، ومطّلع ومثقف بتجارب الأندية في الإقليم والعالم، ولا تخطف بصره الأموال.
جيل جديد في الهلال لا تملأ عينه لافتات التنظيمات الكرتونية القديمة، ويعرف جيدًا من تليق به شخصية إدارة الهلال، بعيدًا عن أصوات الأجرة والظهور الموسمي لمرشحين فضحتهم المواقف.
لن تنتهي تجربة العضوية الإلكترونية في حدود الصفحات التفاعلية، وسيأتي اليوم الذي يرتقي فيه النقاش العام في جمعيات الهلال العمومية من حالته المزرية تلك إلى سلطةٍ عليا حاكمة تحرس الحق الهلالي وتنتخب القوي الأمين.
وستكون عضوية “الانتساب” بمثابة المؤشر لما سيكون عليه حال العضوية العاملة، وسيصل صوت الذين حرمتهم “عوجات” كلفةِ النظام الأساسي بطريقة “الموافقون يقولون نعم”.
نعم.. الطريق صعب، والزمان “مَسغبة”، ولا يزال هناك أصحاب مصلحة في أن يظل الحال كما هو،
إلا أن سُنّة التغيير ماضية، وصلاح الحال الهلالي فنيًا وإداريًا وماليًا يبدأ بخطوات إصلاح الجمعية العمومية.
فالوعي الذي انتصر في معركة نقل الهلال من ولاية المفوضية والوزارة إلى ولاية الجمعية العمومية، وانتخاب اللجان العدلية كنظامٍ حاكمٍ بنص النظام الأساسي، وحطّم خرافة احتكار المناصب في مجالس الهلال لكتل “قدامى اللاعبين” التي يسهل شراء “كوتتها” بذمةٍ واحدة — قادر على التقدم بخطواتٍ واثقة حتى اكتمال البناء المؤسسي في الهلال.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار