بهدوء
علم الدين هاشم
 
يعود الكلاسيكو الإسباني في الجولة العاشرة من الدوري ليُشعل الملاعب من جديد اليوم، في مواجهةٍ لا يمكن اختزالها في ثلاث نقاط فقط، بل هي حربُ هويةٍ وتحدٍّ للسيطرة بين عملاقي الكرة الإسبانية: برشلونة وريال مدريد.
لقاءٌ يجمع الماضي المجيد بالحاضر المليء بالأسئلة حول من يملك اليد العليا في كرة القدم الإسبانية اليوم.
يدخل برشلونة المواجهة بثقةٍ متجددة بعد سلسلةٍ من الانتصارات المقنعة والأداء المتماسك، ما جعل أنصاره يؤمنون بأن مشروع التجديد بدأ يؤتي ثماره، وأن الفريق الكتالوني بات أكثر مرونة في التحول بين الدفاع والهجوم، وأكثر شجاعة في الاعتماد على الشباب مثل بيدري ويامال اللذين يصنعان الفارق بالحيوية والجرأة، بينما يقف المخضرم ليفاندوفسكي رمزًا للخبرة التي تُترجم سيطرة الفريق إلى أهداف.
وعلى الضفة الأخرى، يدخل ريال مدريد اللقاء تحت قيادة مدربه تشابي ألونسو، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة منذ توليه المهمة عقب استقالة كارلو أنشيلوتي.
جماهير الملكي تطالب باستعادة الهيبة بعد تراجع المستوى في المباريات الكبرى، خصوصًا بعد الخسارة القاسية في آخر كلاسيكو بنتيجة 4-0 لصالح برشلونة، وهي نتيجة تركت جرحًا عميقًا في ذاكرة المدريديستا وأشعلت رغبة الثأر في هذه المواجهة.
يدرك ألونسو أن التحدي الأكبر سيكون في معركة الوسط، حيث يمتلك برشلونة الأفضلية بفضل انسجام لاعبيه وسرعة نقلهم للكرة.
الريال مطالب بإظهار شخصية مختلفة: أكثر تماسكًا وانضباطًا، وأقل اعتمادًا على الاجتهادات الفردية التي كلفته كثيرًا في السابق.
السيطرة على الإيقاع ستكون كلمة السر بين فريقٍ يبحث عن تأكيد تفوقه وآخر يقاتل لاستعادة مجده.
الفوارق التكتيكية بين الفريقين قد تحسم اللقاء؛ إذ يعتمد برشلونة على الضغط العالي والتمرير السريع في المساحات الضيقة، بينما يراهن ريال مدريد على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة التي يقودها فينيسيوس وكيليان مبابي.
ومن يفرض أسلوبه أولًا سيقترب من الفوز، خاصةً أن أي خطأ في التمركز أو فقدانٍ للتركيز قد يكون مكلفًا في مباراةٍ لا ترحم.
بعيدًا عن التفاصيل الفنية، يبقى البعد النفسي هو الأهم.
برشلونة يلعب بثقة المنتصر الذي يريد تأكيد تفوقه، بينما يدخل ريال مدريد بضغط الواجب التاريخي لإثبات أن زمن هيبته لم ينتهِ بعد.
الكلاسيكو هذه المرة ليس مجرد مباراة، بل اختبار زعامةٍ ورسالةٌ لمن سيحكم الليغا معنويًا قبل أن يربح النقاط فعليًا.
الكلاسيكو اليوم معركة سيطرة بامتياز:
برشلونة يبحث عن ترسيخ مشروعه الجديد، وريال مدريد يحاول إعادة بناء صورته تحت قيادة ألونسو.
ومن ينجح في فرض شخصيته في الميدان سيخرج منتصرًا في معركة الشرف قبل الصدارة.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك