الجمعة 31/أكتوبر/2025

المدرسة السودانية في مانشستر... مبادرة عظيمة وجهود تستحق الاحتفاء

المدرسة السودانية في مانشستر... مبادرة عظيمة وجهود تستحق الاحتفاء
بلا ميعاد : عوض أحمد عمر
▪️
• في مدينة مانشستر، التي تُعد واحدة من أكبر المدن البريطانية، تبرز المدرسة السودانية كإحدى المبادرات التعليمية والتربوية الرائدة التي تستحق الاحتفاء والتقدير.
• إنها ليست مجرد مدرسة لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، بل قصة عطاء متواصل وجهد صادق يجسد حب الوطن والاعتزاز بالهوية في أبهى صوره، ويؤكد أن رسالة التعليم وتعزيز الهوية يمكن أن تزدهر حتى في الغربة، متى ما صاحبها الإخلاص وعززتها الإرادة الصادقة.
• قبل انتقالي إلى مدينة مانشستر قبل أقل من ثلاثة أشهر، كنت أسمع وأقرأ عن المدرسة السودانية، عن إنجازاتها ورسالتها وأثرها الإيجابي تجاه أبناء الجالية السودانية، لكن ما رأيته على أرض الواقع فاق كل التوقعات.
• هالني حجم العمل المنظَّم والروح المخلصة التي تسود المكان، وأيقنت أن ما يُنقل عن المدرسة لا يفيها حقها.
• فكل زاوية من هذا المكان تعكس جهدًا حقيقيًا، وكل نشاط فيه يحمل رسالة واضحة مفادها أن التعليم وتعزيز الهوية السودانية مسؤولية ورسالة، لا وظيفة عابرة.
• يقف خلف هذا النجاح إدارة واعية تقودها مديرة ملهمة، ومعلمات يبذلن جهدًا استثنائيًا، يعملن بروح الفريق، وبإصرار يدعو إلى الفخر، على تقديم الأفضل لأبناء السودان والجاليات العربية الشقيقة.
• إن ما يقمن به ليس عملًا عاديًا، بل رسالة وطنية وتربوية تستحق أن تنال حقها من الدعم والمساندة من الآباء والأمهات، ومن قبل ذلك من الدولة.
• هذه الإدارة والمعلمات لا يقدمن الدروس فقط، بل يصنعن بيئة إنسانية دافئة تُشعر الطالب بأنه في وطنه، وتغرس فيه حب السودان وقيمه الأصيلة.
• ويبرز كذلك حرص أولياء الأمور — الآباء والأمهات — على تواجد أبنائهم بالمدرسة بانتظام، واهتمامهم الصادق بأن ينهل أبناؤهم من هذا الصرح التعليمي الفريد، إدراكًا منهم لأهمية الحفاظ على اللغة العربية والهوية والانتماء الوطني المشرف.
• فحضور الطلاب الأسبوعي كل سبت ليس التزامًا شكليًا، بل تجسيد لقناعة عميقة بأن المدرسة تؤدي دورًا عظيمًا ومؤثرًا.
• المدرسة السودانية في مانشستر اليوم ليست مجرد عطاءٍ تعليمي، بل جسر عافيةٍ من المحبة والانتماء يربط أبناء الجالية بوطنهم الأم، ويغرس فيهم الفخر بجذورهم وثقافتهم، ويعرّفهم بتاريخ بلادهم وقيمها وتقاليدها.
• إنها سفارة ثقافية حقيقية للسودان، تقدّم صورة مشرفة للوطن من خلال التعليم والالتزام والاحترام المتبادل بين المعلمين والطلاب.
• ومن يتأمل ما تقدمه المدرسة، يدرك أنها تؤدي دورًا مضاعفًا: فهي تعلّم الأبناء لغتهم الأم وتربطهم بدينهم وقيمهم، وفي الوقت نفسه تغرس فيهم روح المسؤولية والانفتاح على مجتمعهم الجديد في المملكة المتحدة.
• إنها تُربي جيلًا قادرًا على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، يحمل السودان في قلبه أينما ذهب، ويعبّر عن هويته بثقة واحترام.
▪️آخر الكلم ▪️
• التحية والتقدير لمديرة المدرسة، ولمعلماتها القديرات، ولأولياء الأمور الذين يشكلون معًا هذه اللوحة المضيئة من العطاء والإخلاص.
• إنها حقًا مبادرة تستحق الاحتفاء، وعمل تربوي خرافي يبعث على الاعتزاز والفخر، ويؤكد أن السودان حاضر في قلوب أبنائه أينما حلّوا، ما دام فيهم من يؤمن بأن التعليم رسالة تبني الأوطان وتُبقي جذورها حيّة في وجدان الأجيال.
Omeraz1@hotmail.com

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار