 
            
✍️ محمد الخطيب
📧 mkhateeeb@gmail.com
ودّع المريخ بطولة دوري أبطال إفريقيا بأسى كبير بعد تعادله السلبي أمام سانت لوبوبو، ليغادر المنافسة بمجموع المباراتين (0-1). كانت الآمال معلّقة على لقاء الإياب لتعويض خسارة الذهاب، غير أن الأداء جاء باهتًا، خافت الضوء، بلا روح تُشبه المريخ الذي عرفته الجماهير.
منذ الدقائق الأولى بدا الفريق حذرًا إلى حدّ الجمود، يفتقر إلى الجرأة والابتكار، بينما ظهر الخصم أكثر تنظيمًا وهدوءًا، متقنًا لإغلاق المساحات وامتصاص الاندفاع. لم يفلح المريخ في فرض أسلوبه ولا في صناعة فرص حقيقية تهدّد المرمى، فانتهى اللقاء بلا أهداف، وبخروجٍ يعيد إلى الأذهان خيباتٍ سابقة لم يبرأ منها بعد.
هذا الخروج لم يكن نتيجة مباراة واحدة، بل حصاد تراكماتٍ إدارية وفنية امتدت على مدار المواسم الأخيرة. فقد فرّط المريخ في أعمدة فريقه الأساسية، ورحل عنه من كانوا يمثلون قلبه النابض: مصطفى كرشوم، محمد المصطفى، أحمد آدم بيبو، صلاح نمر، حمزة داؤود، محمد هاشم التكت، أحمد حامد التش، والجزولي نوح. أسماءٌ لم تُعَوَّض، وتركت خلفها فراغًا يصعب ملؤه في التشكيلة أو في روح الفريق.
على الصعيد الفني، كان الدفاع الأكثر تماسكًا بين خطوط الفريق، حيث حافظ على توازنه ونجح في الحد من خطورة الخصم، غير أن بطء الارتداد في بعض المواقف كاد يُكلف غاليًا. أما خط الوسط فبدا الحلقة الأضعف، عاجزًا عن بناء الهجمة أو الربط بين الخطوط، مكتفيًا بمحاولاتٍ فردية لم تصمد أمام الضغط العالي. وفي الخط الأمامي تاه المهاجمون وسط عزلةٍ تكتيكية، وعجزٍ في استثمار الكرات القليلة التي وصلت إليهم.
في المقابل، وقف حارس المرمى بثبات، مقدّمًا أداءً مميزًا أبقى على آمال الفريق حتى اللحظة الأخيرة، رغم غياب الدعم من زملائه في باقي الخطوط.
إن ما يحتاجه المريخ اليوم ليس أعذارًا جديدة، بل وقفةً شجاعة مع الذات. فالمشكلة ليست في خسارة مباراة، بل في ضياع هوية الفريق وانكسار الروح التي طالما صنعت مجده. الإدارة مطالَبة بإعادة البناء، والجهاز الفني بحاجة إلى مراجعة فلسفته، واللاعبون مطالبون باستعادة الشغف الذي يليق بالكيان.
لقد كان وداع المريخ مؤلمًا، لكنه يجب أن يكون أيضًا نقطة بداية، لا نهاية؛ جرسَ إنذارٍ يُعيد الوعي، ويذكّر الجميع أن الزعامة لا تُورث، بل تُصان بالعطاء والهوية والانتماء.
الكرة السعودية والسودانية علاقة تاريخيّة!
عمر المونة
نحن الآن في أشدّ الحاجة إلى نشاط رياضي مستقرّ بعد خروج ثلاثة من أنديتنا من البطولات الافريقية من المرحلة التمهيدية ، وأتى هذا الخروج ونحن نعيش ظروف حربٍ لَعينةٍ وجائرةٍ شرّدت وهجّرت الملايين من الوطن. وكانت تجربة الدوري الموريتاني مفيدة جدًّا لطرفي القمة السودانية، ولهم وافر الشكر والتقدير.
وهنا أستدعي علاقتنا الوجدانية مع المملكة العربية السعودية، التي كانت أمانًا للمجتمع السوداني بعد كبوته. والسعودية مآثرها لا تُحصى ولا تُعدّ، ولن نُوفيهم حقهم، فقد ظلّوا وما برحوا أهل المكارم والفزعات قيادةً وشعبًا، ونرفع أسمى آيات الشكر والثناء لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسموّ وليّ عهده الأمين، عرّاب الرؤية، والقائد العربيّ المسلم، أمير شباب الأمّة، على كل ما يقدّمونه للسودان وسعيهم الدؤوب لاستقراره.
لذلك اقترح وإنابةً عن كل السودانيين، بأن يتمّ استضافة ناديَي الهلال والمريخ للعب في دوري روشن، لأنه دون شك سيسهم كثيرًا في دعم وتطوير الكرة السودانية، وينفّس عن أكثر من مليون سوداني مقيمين بالمملكة العربية السعودية، حتّى تنفرج غمّتنا ويزول كربُنا ونعود إلى وطننا ننعم بالسلام والمحبة.
الكرة السعودية والسودانية علاقةٌ تاريخيّةٌ ضاربةٌ في الجذور، أساسُها متين، مبنيةٌ على المحبة والتقدير. والشعب السعودي في كل محافله يذكر تاريخ السودانيين بكل فخرٍ في عددٍ من الأندية، منها – على سبيل المثال لا الحصر – نادي النصر السعودي وذكريات المؤسس العم البربري رحمه الله، وناديي الاتحاد والأهلي، وتاريخٌ حافلٌ بالوفاء والعطاء.
لذلك نلتمس من الاتحاد السوداني لكرة القدم أن يخاطب الاتحاد السعودي بهذا الشأن، وأنا أعلم أنّ كرة القدم أصبحت دبلوماسية الشعوب في جبر الخواطر، ورسالة المحبة والسلام الأولى في العالم.
وأسأل الله أن يرى اقتراحنا النور من أهلنا الكرام، شعبِ النخوة العربية والإسلامية، مملكةِ الخير والنماء، المملكةِ العربية السعودية العظمى.
0 التعليقات:
أضف تعليقك