الجمعة 31/أكتوبر/2025

المريخ بعد الخروج الإفريقي.. الاستقرار أولًا والحساب لاحقًا!

المريخ بعد الخروج الإفريقي.. الاستقرار أولًا والحساب لاحقًا!

بهدوء

علم الدين هاشم

 

خرج المريخ من الدور التمهيدي لدوري الأبطال، وهذه خسارة مؤلمة، لكن الأخطر الآن ليس النتائج بقدر ما هو الفراغ الإداري والغبن الذي قد يلحق بمشروع بدأ للتو.
في لحظة كهذه، المطلوب أقل ما يكون عقلانية وحماية لما تحقق، لا قرارات ارتجالية أو محاولات ثأرية تُعيد الفريق إلى مربع الفوضى.

أولًا: الحفاظ على الاستقرار الإداري ضرورة ملحّة، وليس ترفًا. تمديد عمل مجلس التسيير الحالي ليس حالة محاباة، بل قرار مسؤول يخدم المصلحة الطويلة للفريق.
هذا المجلس أعاد للفريق هويته وحيويته، وجلب عناصر جديدة بسرعة، وأنشأ جهازًا فنيًا متكاملًا بعد حالة تشظٍ طويلة خلفتها الإدارة السابقة. فمن الخطأ أن نُلقي بكل هذا الجهد عرض الحائط لمجرد فشل في محطة واحدة، لأن ذلك سيكون إدانة للمنطق قبل أن يكون إدانة للمجلس نفسه.

ثانيًا: المدرب الصربي داركو يجب أن يعمل بحرية كاملة، فهو لم يأتِ ليكون مرآة لأهواء الحسابات الداخلية أو لإملاءات المتطفلين على القرار الفني.
أي وصاية أو تدخل من داخل المجلس أو خارجه في اختياراته هو ضرب لفلسفة العمل الفني، ويَعِد بمزيد من الهزائم.
وإذا قرر الاستغناء عن لاعبين أو ضم آخرين، فاسمعوه وادعموا قراره ما دام الهدف واضحًا — وهو بناء فريق منافس، لا مصالح شخصية.

وثالثًا، نقول للمسؤولين في الاتحاد العام: كفى لَبسًا ووعودًا لا تُنفَّذ. ما نحتاجه اليوم من الاتحاد هو قرار واضح وموقف شجاع:
هل سينظم دوريًا منتظمًا داخل السودان أم سيسمح للأندية بالمشاركة في دوريات خارجية؟
ضبابية الاتحاد وإهماله لمصالح الأندية يعكسان تقصيرًا غير مقبول. فالأندية ليست ملعبًا للمكايدات أو تمرير الملفات الانتخابية، ومصلحة المريخ وبقية الأندية فوق كل اعتبار.

لن نقبل بأن يكون صمت الاتحاد أو تسويفه سببًا في تعطيل موسم كامل، ولا نعترف بذرائع تنظيمية تُستخدم لطمس الفشل الإداري.
الكرة السودانية تحتاج إلى شفافية وجرأة — وإلا فستظل في تراجع مستمر. الاتحاد مطالب بأن يعلن موقفه فورًا، ويضع جدولًا زمنيًا واضحًا لتنظيم الدوري أو إتاحة المشاركة خارجيًا، لأن المصلحة الوطنية لا تتحمل المزيد من الانتظار.

في الخلاصة:
نريد استقرارًا إداريًا يرافقه استقلالية فنية واحترام لقرارات المدرب، مع اتحاد يعي مسؤوليته ويعمل لصالح الأندية لا ضدها.
فلم تعد هناك مساحة للأعذار ولا مزيد من التردد، فالمريخ لا يستحق أقل من ذلك.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار