بهدوء

علم الدين هاشم

خسارة المريخ أمام سانت لوبوبو الكونغولي بهدف وحيد في مباراة الذهاب لا يجب أن تتحول إلى شماعة نعلق عليها كل شيء. صحيح أن الفريق الأحمر كان قريبًا من العودة بنتيجة التعادل لولا الأخطاء الفردية وبعض القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، لكن الوقوف طويلاً عند ملف التحكيم لن يفيد المريخ في شيء، فالتحكيم الإفريقي – شئنا أم أبينا – يظل الحلقة الأضعف في منظومة كرة القدم بالقارة، والحديث عنه لن يغيّر من الواقع شيئًا، بل قد يُشتت تركيز اللاعبين والجماهير قبل المباراة الحاسمة المقبلة.

المدرب داركو نفيتش قدّم ما يثبت جدارته في قيادة الفريق؛ اختار تشكيلة متوازنة رغم العدد الكبير من اللاعبين الذين شاركوا لأول مرة بالقميص الأحمر، وأدار المباراة بذكاء تكتيكي قلّص من خطورة المنافس حتى الدقائق الأخيرة. هذا في حد ذاته مؤشر إيجابي على أن الجهاز الفني قادر على تطوير الأداء ومعالجة الأخطاء قبل مواجهة الإياب في بنغازي.

يجب على جماهير المريخ أن تُدرك أن الفريق لم يُعد بناؤه من أجل مباراة أو اثنتين، بل لمشوار تنافسي طويل في دوري الأبطال وما بعده. الإدارة تعاقدت مع محترفين أجانب مميزين، ووفرت بيئة مختلفة عن السابق، لكن النتائج الكبيرة تحتاج وقتًا حتى تنضج وتظهر ثمارها. خسارة بهدف واحد هي نتيجة “مفخخة” تحمل خطورة كبيرة إذا تم التعامل معها باستهانة، فأي هدف يسجله الفريق الكونغولي في بنغازي قد يُعقّد مهمة المريخ كثيرًا.

لهذا فإن المطلوب الآن هو دعم الفريق معنويًا، وتعزيز روابط الثقة بين الجماهير واللاعبين والجهاز الفني. النقد البنّاء مطلوب، لكن يجب أن يكون في إطار دعم المشروع الجديد لا هدمه. مباراة بنغازي ستكون فاصلة في تحديد مصير المريخ في دوري الأبطال، والوقوف خلف اللاعبين والمدرب هو الضمانة الأولى للعبور إلى الدور التالي.

ولهذا نقول لجماهير المريخ العريضة: أنتم السلاح الأقوى في هذه المرحلة. كونوا خلف فريقكم في بنغازي كما عهدناكم دائمًا، اصنعوا الأجواء الإيجابية، وازرعوا الثقة في اللاعبين والمدرب، فالمعركة لم تنتهِ بعد. بدعمكم سيصبح المستحيل ممكنًا، وستكتبون مع الفريق صفحة جديدة من تاريخ المريخ في دوري الأبطال.