هلال وظلال
عبد المنعم هلال
 
شفتوا المغاربة عملوا شنو؟!
ياخ الجماعة فازوا بكأس العالم للشباب وغلبوا الأرجنتين ذاتها!
بهدفين نظيفين جندل أولاد المغرب الأرجنتين، أحرزهما النجم ياسر الزبيري الحائز على كأس هداف البطولة.
إنجاز تاريخي فرّح كل العرب ورفع الرأس فوق.
المغرب بقت بلد كورة بحق وحقيقة.. من الكبار للصغار، كلهم بيلعبوا كورة منظمة، وعندهم فكر وهدف.. مش لعب ساي.
لكن السؤال الوجع: وين نحن من دا كله؟
وين السودان من البطولات؟
هل نحنا ما عندنا مواهب؟
لا يا زول.. المواهب موجودة في كل حي، وكل شارع، وكل فريق، وكل زقاق في السودان!
لكن المواهب دي ضايعة وسط الفوضى.. بين إدارات نايمة، واتحاد عام قاعد في الكراسي من سنين وما داير يتحرك، ومجموعة إداريين همّهم المغانم والشو.
المغاربة اشتغلوا شغل صاح..
أسسوا أكاديميات، خططوا، وفروا ملاعب، ومشوا بخطة علمية، ما سايبين الأمور للصدفة ولا لـ«علي بالطلاق» و«علي بالحرام»!
النتيجة؟ شبابهم بقى يواجه الأرجنتين والبرازيل وفرنسا بدون خوف، بل ينتصر عليهم ويحقق البطولات!
العمل المدروس دا هو الفرق بينا وبينهم.
نحنا بنعتمد على «المواهب» بس.. وهم بيعتمدوا على «المنظومة».
يا جماعة الخير، الكورة بقت علم وإدارة، ما بقت «أجري وشوت» و«أردمو»!
بقت تخطيط، تمويل، تأهيل وتدريب.
لكن نحنا لسه عايشين في زمن «اللعب الحماسي» و«الإدارة بالعواطف» و«المجاملة».
اتحادنا نايم في الفنادق، وحايم بين الدول، ودوريات فرق الشباب شبه معدومة، والأندية ماشة بالبركة، وناس عطا المنان مشغولين بحاجة غير الكورة.
يا ناس الاتحاد العام بالله اصحوا..!
البلد مليانة شباب.. بس دايرين فرصة، تدريب حقيقي، دوري منظم، واهتمام بالإعداد النفسي والبدني.
المدرب محتاج يتطور، واللاعب محتاج بيئة نظيفة خالية من المجاملات والإهمال.
عايزين كورة محترمة تشرفنا زي ما شرفنا المغرب في المونديال
اللوم ما على لاعب ولا على مدرب براهو.. اللوم على المنظومة كلها.
نحتاج نغيّر التفكير، نزرع حب الوطن قبل حب الفريق، ونشيل العصبية من الميدان ونزرع مكانها التنافس الشريف.
المغرب اليوم بقت نموذج مش بس لإفريقيا، بل للعرب كلهم.
ونقولها بصوت عالي:
لو اشتغلنا صاح، ما بعيد يوم نشوف السودان في كأس العالم للشباب أو حتى الكبار.
لكن دا محتاج شغل، ومحتاج صدق، ومحتاج نية نظيفة، وناس بتفكر بعقل الوطن، مش بمصلحة الكرسي.
يا هلال ويا مريخ ويا أندية السودان كلها.. اتحدوا من أجل نهضة الكرة السودانية.
المغرب ورّتنا الطريق.. الكورة ما عايزة شعارات، عايزة عمل وصبر وثقة.
ما دايرين تناحر.. دايرين تنافس راقٍ.
لأنو لو الكورة نهضت الكل حيفرح، ولو انهارت الكل حيتضرر.
جماهير الهلال والمريخ هم وقود الملاعب وملح الكورة.
لو اتوحدوا في الهدف الكبير (نهضة الكرة السودانية)، والله نحرك الجبال قبل الكور.
يا جماهير الهلال والمريخ.. خلوا الخصام في التسعين دقيقة بس، وبعدها كونوا قلب واحد يحمل في داخله السودان.
بلدنا محتاجة فرحة تجمعنا زي فرحة المغاربة التي فرح بيها كل الوطن العربي.
مبروك للمغرب، وشكرًا ليهم لأنهم فتحوا لينا عيوننا.
ويا رب يجي اليوم البنهتف فيهو:
مبروك السودان فاز.. السودان رفع الراس.. السودان شال الكاس.. السودان بقى بين الكبار!
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك