 
            
ودّع منتخبنا الوطني «صقور الجديان» تصفيات كأس العالم بعد خسارته الأخيرة أمام منتخب الكونغو بهدف دون رد، لتُغلق صفحة أخرى من الإخفاقات التي باتت تتكرر كل عام، دون أن يتعلّم اتحاد الكرة من دروس الماضي القريبة.
من الظلم أن نحمل المدرب كواسي أو لاعبيه وحدهم مسؤولية هذا الفشل، فالحقيقة أن الجهاز الفني عمل في ظروف بالغة الصعوبة، وافتقر إلى أبسط مقومات الإعداد السليم، فكيف نطلب من منتخب أن ينافس على بطاقة التأهل، وهو لا يتم تجميعه مكتملًا إلا قبل ثلاثة أيام فقط من المباريات الرسمية؟
لقد كانت النتائج الأخيرة أمام السنغال وتوغو وجنوب السودان وموريتانيا والكونغو انعكاسًا طبيعيًا لحالة الإهمال الإداري التي يعيشها المنتخب، حيث غابت المعسكرات الطويلة، والمباريات الودية، وحتى برامج التحفيز والتخطيط المسبق، بينما اكتفى قادة الاتحاد بإطلاق البيانات الضعيفة والتبريرات المكرّرة.
المسؤولية الكبرى تقع على لجنة المنتخبات بقيادة أسامة عطا المنان، الذي بات أكثر اهتمامًا بالسفريات الخارجية والمؤتمرات الدولية من الاهتمام بملف المنتخب الوطني، على عكس ما كان عليه في السابق، فما يحدث من تجاهل في هذا الملف لا يمكن تبريره، ولا بد من وقفة جادة تعيد الأمور إلى نصابها قبل أن يتواصل الانهيار.
المنتخب أمامه الآن استحقاق مهم يتمثل في المشاركة ببطولة كأس العرب في قطر أواخر نوفمبر المقبل، وهي فرصة ذهبية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، شريطة أن يتعامل الاتحاد مع الحدث بعقلية احترافية لا بعشوائية التسيير المؤقت.
صقور الجديان لا ينقصهم الحماس ولا الموهبة، لكنهم يحتاجون إلى اتحاد يعرف معنى التخطيط والالتزام والمسؤولية. أما إذا استمرت الفوضى، فسنجد أنفسنا نكتب بعد كأس العرب العبارات ذاتها ونكرر المرثية نفسها: منتخبنا فشل… لأن اتحادنا أهمله!
0 التعليقات:
أضف تعليقك