 
            خليك دبلوماسي
محمد مأمون يوسف بدر
جمهورية أيرلندا، التي تُعرف غالبًا باسم "النمر السلتي"، لم تعد تُصنّف ضمن الدول النامية، بل أصبحت واحدة من أكثر الاقتصادات تقدمًا وابتكارًا في أوروبا. يعتمد هذا الاقتصاد بشكل كبير على الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة من الشركات الأمريكية العملاقة التي اتخذت من أيرلندا مقرًا رئيسيًا لعملياتها في أوروبا والعالم.
من بين هذه الشركات: Google، Microsoft، Intel، Pfizer، Meta، HP، Mastercard، وApple، التي ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتكنولوجي في البلاد. وتمثل الشركات الأمريكية العاملة في أيرلندا عصب الاقتصاد الأيرلندي، حيث توفر آلاف الوظائف وتدر مليارات الدولارات من الإيرادات. كما تعمل هذه الشركات في مجالات حيوية ومتقدمة مثل التكنولوجيا، الصحة، والخدمات المالية، مما يجعل أيرلندا مركزًا استراتيجيًا للابتكار والاستثمار.
ويتميز القطاع الصحي في أيرلندا بتطوره وقوته، حيث يعمل فيه أكثر من 1060 طبيبًا عموميًا (دون احتساب أطباء الأسنان والتخصصات الأخرى)، وفقًا لتقرير صحيفة The Irish Times في عام 2024. هذا القطاع يقدم خدمات طبية متطورة ويعتمد على شركات أدوية كبرى مثل Pfizer، التي لها وجود قوي في أيرلندا. ويمثل وجود مثل هذه الكفاءات والبنية التحتية الصحية المتطورة آفاقًا واسعة للتعاون مع السودان في مجال الصحة، من خلال بروتوكولات تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير القطاع الصحي السوداني.
ولكي يتمكن السودان من الاستفادة من النموذج الاقتصادي الأيرلندي، لابد من خلق شراكات استراتيجية بين البلدين على أعلى المستويات. ويمكن أن تشمل هذه الشراكات مجالات متعددة، مثل:
وتتمتع أيرلندا باستقرار سياسي ملحوظ، حيث أُجريت الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2024 وأسفرت عن فوز الائتلاف الحاكم بـ 86 مقعدًا، مما يعزز الاستقرار السياسي ويخلق بيئة مواتية للاستثمار والتعاون الدولي. هذا الاستقرار يجعل من أيرلندا شريكًا موثوقًا للسودان في سعيه لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
لقد قدمت أيرلندا نموذجًا ناجحًا للتحول الاقتصادي عبر الاستفادة من الاستثمار الأجنبي والتركيز على القطاعات المتقدمة، وما زالت تستمر في النمو بفضل سياساتها الاقتصادية الحكيمة واستثماراتها في التعليم والابتكار. ويمكن للسودان أن يستلهم هذا النموذج من خلال بناء شراكات استراتيجية مع أيرلندا، خاصة في مجالات التكنولوجيا والصحة، مما سيساهم في تنويع الاقتصاد السوداني ودفعه نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
إن التعاون بين البلدين يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المشتركة، بدعم من إرادة سياسية قوية وبرلمان فعّال في أيرلندا
https://3ctionsport.com
0 التعليقات:
أضف تعليقك