الجمعة 31/أكتوبر/2025

النية زاملة سيدها

النية زاملة سيدها
 
داليا الأسد
"النية زاملة سيدها" مثلٌ سوداني عميق المعنى، كثيرًا ما يوقف المتأمل عنده طويلاً.
ويُقصد به أن النية هي التي تقود صاحبها وتوصله إلى غايته، خيرًا كانت أم شرًّا. فكلمة زاملة في اللهجة السودانية تعني الدابة التي تحمل صاحبها — كالجمل أو الحصان — وتسير به حيث يريد.
أمثالنا السودانية جميلة وبليغة، تختصر الحكمة في كلمات بسيطة. فهذا المثل يسلّط الضوء على قيمة النية الطيبة التي تسكن القلوب، فهي التي تجلب الخير، وتنعكس على واقع الإنسان إيجابًا، وتفتح أمامه أبواب الرزق والتوفيق والبركة.
فالنية الصادقة، كما يقول أهل الحكمة، تفتح الأبواب المغلقة، وتسهّل الطرق الصعبة، لأن الله يمنح كل إنسان على قدر نيّته.
ولهذا جاء القول: "على قدر النوايا تكون العطايا" — أي أن الله يتولى أمر عباده، فيجزيهم بقدر ما تضمره قلوبهم من خير أو شر.
كيف تجلب النية الطيبة الخير؟
النية الطيبة تبارك الأعمال، وتجلب النجاح والتوفيق في كل ما يسعى إليه الإنسان.
هي التي تفتح الأبواب المغلقة وتُيسّر العقبات، وتجعل الأقدار أجمل، لأن النوايا الصادقة ترتّب لصاحبها الخير وتجذب إليه الأشخاص والمواقف التي تشبهه وتدفعه للأفضل.
كيف تجعل نيتك طيبة؟
ابدأ من صفاء القلب، واجعل نواياك صادقة في كل ما تفعل.
تمنَّ الخير لغيرك، وستجده يعود إليك مضاعفًا.
تحلَّ بالأخلاق الحسنة، وتعامل مع الناس بوجه طيب، وتذكّر دائمًا قوله ﷺ:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."
فكما يقول المثل السوداني:
"النية زاملة سيدها"... وعلى نياتكم تُرزقون.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار