 
            أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
الشاعر السوداني مرهف الإحساس مترف التجلي محمد مفتاح الفيتوري
كلما أقرأ له وأنا شديد الإعجاب به أقف حائراً تتملكني الدهشة والاستغراق في معانيه وأخيلته الشعرية العميقة وصوفيته المتجذرة في أغلب نصوصه ذات العبق الذي ينضح من خلوة درويش غارق ومسبحة متعبد صادق.
يقول في رائعته «في حضرة من أهوى»: —
(في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفنى عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك لكني سلطان العشاق
كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه.... أنا
أتمرغ في شجني
أتوهج في بدني
غيزي أعمى.. مهما أصغى لن يبصرني)
وهنا لا أود أن أتوقف عند هذا القاموس اللفظي الغارق في تهويم وانجذاب صوفي نحو حضرة من يهواه شاعرنا الفذ، فقط أقف عند مقولة نتخاصم عليها وحولها نحن أهل الهلال جميعًا: فمن منا لا يرى أنه سلطان عشاق الهلال وحامل نوبتهم ومجامر بخورهم ذي العبق في حضرة الهلال المضيئة الوضيئة؟
نعم كلنا ننادي باسم الهلال ونهتف به، وكلنا ندعي السيادة والقيادة في حبه، وكل منا يردد كلمة أبي الطيب يريد به نفسه: —
مالي أكتم، حبًا قد برَّى جسدي
وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته
فليت أنا بقدر الحب نقتسم
هكذا الهلال على قلوب عشاقه وحشاشات أرواحهم؛ يتساوى في حبه صاحب المال وخالي الوفاض أحذ جيب القميص مثلي. يتقاسم عشقه البروف الأستاذ الجامعي ومن يغالب جهدًا فك حرف الأدب عند عتباته الشاهقة. نعترف ونحفظ لكبارنا الذين أرسوا الدعائم ووضعوا الأساس فضل السبق وحق الريادة.
ونقدّر ونثمن عاليًا أفضال رجال بذلوا المال رخيصًا من أجل رفعته وعزته. ونعرف لأنفسنا هذا الوله والعشق والجنون الذي يدفعنا كالفراشات نحو بؤرة ضوء وكالمجاذيب نحو داره.
سقَت كل هذه المقدمة — والتي أرجو ألا تكون مملة — لأقول من بعدها أني لاحظت غلظة في النقد وعنفًا في القول تجاه آراء بعضنا البعض، وذلك بعد مباراة جاموس جوبا، وكانما كنا نتربص ببعضنا البعض وننتظر الفرص والسوانخ لتصفية حسابات قديمة.
نرمي بعضنا البعض بتهمة موالات فلان من المجلس أو علان معارض لأجل مصالح ذاتية لا تمت للهلال بصلة. نعم أنا في مجتمع الهلال أعلم أن بعض هذا واقع وحقيقة، ولكنه ليس بالشيء الجميل ولايجبأن نتراشق به وننشره كغسيل متسخ بيننا لنهدّم به طوبة ولو واحدة من بنيان الهلال ما دام كل واحد منا يدعي حب الهلال والفناء في عشقه.
0 التعليقات:
أضف تعليقك