أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
 
..................
كُتب عليه هذا الترحال وهذا العناء،
جمعت سفارات بلادنا في إفريقيا على كفَّيه، وكُلِّف الهلال بتمثيلها،
فعرفته كل الموانئ والمطارات والقطارات، وفي مقدمتها قطار الشوق الذي ظللنا لعامين ننتظره على أرصفة حضوره حتى نبل الشوق.
فأطلّ علينا أيام النخبة، فما نلنا من رياه إلا بمقدار ما ترتشفه النوارس والعصافير بمناقيرها الصغيرة، ثم مضى مسرعًا نحو جزر القرنفل والبهار.
وما إن ألقى عصا الترحال حتى ناداه منادي الكفاح والنصال، فأسرج المطايا يطلب مهر الحسناء الإفريقية في بلاد البن والشاي، أرض جومو كنياتا.
وهناك أنزل الهزيمة بشرطتها في الجولة الأولى،
ثم امتطت كتيبة فرسانه ظهر طائرٍ ميمونٍ حطّ بها في الجماهيرية العظمى – ليبيا، على ساحل البحر الأبيض، فحيّته نوارس البحر، وبللت رؤوس فتيانه الشُّبورة، وباركت خطاه أمواج البحر مدًّا وجزرًا.
وهو هناك يُعِدُّ العدة ويجهّز الخيل والرماح والنبال لنزال جديد، بينما ندّه المفترض وغريمه – الذي كان المريخ – في سياحة وراحة، يلاعب فرق الأحياء والروابط بعد أن ضلّ سعيه عن طريق الأبطال.
وصديقي الأستاذ عبد الخالق ود الشريف يرفل بين ظلال نخيل الشمال القصي، لا يملّ السماع لـ(وردينا الهلالي)، وإجترار الذكريات القديمة وحكايات الأمجاد التي لم يسمع بها أبناء هذا الجيل، ولا أبناء جيلي أنا – جيل البطولات الهلالية المستجيش ضراوةً ومصادمةً و(نخبوية أم أربعة).
لا علينا، فلندع المريخ لحاله، والتحية لابن الحي الأستاذ ود الشريف،
ولنعد لهلالنا الذي يتربّص بالبوليس أو يتربّص به.
نعم، يظل في الساحة وحده، يقاتل كعنترة العبسي وحيدًا، ثم يهدي الانتصار لكل السودان.
يحرز الغنائم والجوائز، فتجغمها خزانة الاتحاد العام (حوض الرملة)!
يرفع أقواس النصر فيستظل تحتها الجميع، ويعزف ألحان الفرح فيرقص البادي والحاضر والمقيم والمغترب والنازح مثلي.
يهدينا الهلال كل ما نحتاجه من راحة ومتعة ونوم على وسائد الفرح والسعادة، ثم لا يجد منا سوى الجفاء ونكران الجميل، خاصة من هذا الاتحاد العام الفاشل الذي لا يجيد سوى اكتناز المال والأسفار والترحال.
وها هو الهلال يضع اليوم الاتحاد العام أمام امتحان أخلاق جديد،
فقد وجد الهلال فرصة – بل موافقة وترحابًا – من الاتحاد الرواندي للعب في دوريهم، وخاطب الاتحادَ يطلب الإذن بالاستفادة من هذه السانحة الذهبية.
فكيف ومتى سيكون رد الاتحاد، وسابقة الطلب المريخي وموافقة الاتحاد الفورية عليها ما زال مدادها لم يجف؟
وهنا، لا أستبق الأحداث، ولا أتمنى الأسوأ، ولكني أطالب إدارة نادينا باليقظة والاستعداد لكل الاحتمالات، وأتمنى أن يعمل مجلسنا الموقّر على تمليك قواعده الحقائق أولًا بأول، وأن يُفسح المجال لجحافله الإعلامية في الصف الأول إذا ما احتاج الأمر إلى نزالٍ وقتال.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك