 
            بلا ميعاد : عوض أحمد عمر
▪️ ▪️
• الهلال لم يكن يومًا مجرد نادٍ رياضي أو فريق كرة قدم، بل ظل منذ نشأته كيانًا وطنيًا استثنائيًا، ورمزًا للفخر والانتماء، ومنصة تجاوزت حدود الرياضة إلى فضاءات أرحب في كل تفاصيل المجتمع.
• فمنذ لحظة التأسيس، وُلد الهلال في القمة، حاملًا آمال وتطلعات جيل متفرد آمن بأن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز الوعي الوطني استجابة لظروف المرحلة.
• تأسس الهلال عام 1930 على يد نخبة من خريجي كلية غردون التذكارية في أم درمان، في وقت كان الوطن يرزح تحت الاحتلال البريطاني (تأسيس سوداني نضيف لا شق لا طق).. كما قال الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري متحدثًا عن الاستقلال بأنه جاء نضيفًا كصحن الصيني لا شق لا طق.
• لم يكن الهدف مجرد إنشاء نادٍ رياضي، بل إيجاد منصة تعزز روح المقاومة وتدعم مشروع الاستقلال، خصوصًا بعد أحداث ثورة 1924 وما أعقبها من تضييق على المواطنين.
• لذلك كان طبيعيًا أن يرتبط الهلال بالحركة الوطنية، وأن يصبح امتدادًا طبيعيًا لنادي الخريجين، الذي كان يمثل في تلك الفترة مركزًا للحراك السياسي والثقافي.
• وقد اقتصر الانتماء للهلال في سنواته الأولى على الخريجين، الذين شكلوا النخبة المتعلمة والفاعلة في الحياة الوطنية والاجتماعية، فكانت شروط عضوية الهلال هي ذاتها شروط عضوية نادي الخريجين.
• كانوا رجالًا حملوا على عاتقهم نشر الوعي والمشاركة في كل الأنشطة والفعاليات، فتحوّل الهلال بفضلهم إلى أكثر من مجرد نادٍ رياضي.. إلى منصة وطنية جامعة، حتى استحق لقب "نادي الحركة الوطنية".
• هذا التميز تُوِّج بمكانة خاصة، إذ مُنح الهلال شرفًا وطنيًا نادرًا تمثّل في تمييزه بتمثيل خاص داخل اللجنة التنفيذية لنادي الخريجين.
• لم يكن ذلك مصادفة، بل قناعة راسخة من النخبة الوطنية بدور الهلال المؤثر في خدمة قضية الاستقلال والحرية، وإقرارًا بأن هذا النادي تجاوز دوره الرياضي ليصبح شريكًا مؤثرًا في صياغة الوعي الجماهيري.
• ومنذ ذلك الحين، ارتبط اسم الهلال بالذاكرة الوطنية، فكل انتصار يحققه لم يكن مجرد فوز رياضي، بل صرخة وعي تذكّر بتاريخ طويل من الكبرياء والمواقف المشرفة.
• وحتى لحظات التعثر لم تنل من مسيرته، بل تحوّلت إلى دروس تصنع منه قوة إضافية وتدفعه إلى الأمام، ليظل حاضرًا ككيان أكبر من أي خسارة عابرة.
• أمّا جماهير الهلال الغالبة، فهي جوهر تفرده وعنوان عظمته.
• انتماء مشرف.. ولاء استثنائي جعلها أكثر من مجرد مشجعين، إنها أمة حية تفخر بهذا الانتماء، تسعد بانتصاراته، تحزن وتثبت عند عثراته.
• وما يزيد من هذا التفرد أن تأثير الهلال امتد حتى إلى المنافسين، فكثيرون منهم يتابعون أخبار الهلال ولاعبيه أكثر من أخبار فريقهم، وبعضهم يفرح بتعثره أكثر من انتصاراتهم، وهو ما يعكس جاذبيته الطاغية وحضوره الاستثنائي.
▪️ آخر الكلم ▪️
• الهلال في جوهره مشروع وطني مستمر منذ أكثر من تسعة عقود.
• كيان حمل رسالة سامية، وأسهم في تشكيل وعي الأمة، وصار مرآة للهوية السودانية بكل قيمها وعزتها وتفاصيلها المتفردة.
• الهلال ليس مجرد اسم في سجلات الرياضة، بل تاريخ مضيء لكيان وطني استثنائي بدأ كبيرًا وسيستمر كبيرًا في القمة بإذن الله.
Omeraz1@hotmail.com
0 التعليقات:
أضف تعليقك