هلال وظلال
عبد المنعم هلال
 
ـ الهلال كتب اسمه بحروف من نور بعد ما فاز على البوليس الكيني بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أُقيمت بمدينة بنغازي، وبكده يكون حجز مقعده بين الكبار في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
ألف مبروك لجماهير الهلال داخل وخارج السودان، لأنو التأهل دا ما ساهل، وجاء بعد مجهود كبير وشاق وظروف صعبة.
ـ الفرحة كانت ثلاثية.. صنداي القنّاص تألق كالعادة وسجّل هدفين بمهارة عالية، وأضاف الموريتاني أحمد سالم الهدف الثالث الذي أكّد تفوق الهلال واستحقاقه للتأهل.
ـ وبرضو لازم نحيّي الحارس فريد، الذي تألق وتصدى لهدفٍ محقّقٍ للبوليس الكيني كان ممكن يقلِب موازين المباراة، لكن بثباته وثقته حافظ على النتيجة وطمأن الدفاع والجماهير.
ـ لكن بعد الفرح المشروع والاحتفال المستحق، لازم نسأل نفسنا السؤال المهم:
وماذا بعد؟
ـ هل الهلال بالمستوى الشُفناهو دا قادر يصمد في دور المجموعات الصعب؟
دور بيضم كبار القارة، أندية عندها خبرة وإمكانيات وتجارب طويلة في المنافسة الإفريقية.
ـ صحيح، الفوز بثلاثية نتيجة مشرفة، لكن الأداء في فترات كتيرة كان مهزوز، والانضباط التكتيكي ما فيهو الثبات المطلوب، والبوليس الكيني كاد أن يعتقلنا ويضعنا في سجن التمهيدي.
ـ واضح إن الفريق محتاج شُغل كبير من المدرب الروماني بيريجكامب في فترة الإعداد الجاية.
ـ دور المجموعات ما فيهو مساحة للتجريب، ولا فيهو عذر للتهاون والأخطاء.
المرحلة دي محتاجة شراسة وتنظيم وإصرار، لأن الخصوم حيكونوا من العيار الثقيل.
ـ الهلال عنده خامات ممتازة من اللاعبين، محليين وأجانب، لكن المطلوب الآن استقرار في التشكيلة ووضوح في الأسلوب.
ـ المدرب بيريجكامب أمام تحدٍّ حقيقي: كيف يخلق فريق متجانس، يلعب بروح الهلال، ويقاتل بشعار الهلال، ويحقق آمال وتطلعات جماهير الهلال؟
ـ لكن خلونا نكون صريحين ونتكلم عن الفضيحة الإعلامية التي حصلت في نقل المباراة، والموضوع دا ما ممكن نسكت عليه..!
ـ المركز الإعلامي للهلال قدّم أسوأ نقل لمباراة في تاريخ النادي:
تصوير ضعيف ومتقطع، صوت متحشرج، وكاميرا بتدوّخ المشاهد..!
ـ يا جماعة الخير، المريخ لعب مباريات ودية في نفس المدينة (بنغازي) وفي نفس الملعب (شهداء بنينا)، واتنقلت بجودة عالية.. فشنو الحصل؟
هل المشكلة في التنسيق ولا في الإهمال؟
ـ بصراحة، ليتهم ما بثوها، لأن النقل بالصورة دي أساء أكتر مما أفاد.
ـ الإعلام واجهة النادي، ولازم يكون على قدر الاسم والمقام، خصوصًا في بطولة قارية زي دي.
ـ مركز الهلال الإعلامي ليس في قامة الهلال.
ـ الهلال محتاج لمركز إعلامي صاحٍ وصاحي، يكون في قلب الحدث، ويعكس نبض الهلال الحقيقي.
مركز يواكب العصر، ويوازي قيمة النادي الكبيرة، ينقل أخباره لحظة بلحظة، ويخاطب جماهيره العطشانة لأي خبر أو صورة أو فيديو من فريقها المحبوب وين ما مشى.
الجماهير دايرة تعيش مع الهلال كل لحظة، والمركز الإعلامي المفروض يكون همزة الوصل بين الأزرق وجماهيره الوفية.
ـ الهلال الآن بين الكبار، والمجموعات على الأبواب.
المسؤولية كبيرة، والآمال أكبر، والمطلوب وقفة جماعية من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير والإعلام.
ـ الطريق للقمة ما ساهل، لكن ما مستحيل على فريق عنده تاريخ الهلال وشخصيته.
ـ الهلال لازم يدخل دور المجموعات بروح التحدي،
وبيريجكامب لازم يثبت إنو الرجل المناسب في الوقت المناسب،
واللاعبين لازم يلعبوا بشعار:
"نحن الهلال.. زعيم إفريقيا القادم."
ـ الهلال وصل إلى مكانه الطبيعي، ونتمنى أن يتعداه ويصل النهائي ويحرز كأس البطولة.
القادم أصعب يا هلال.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك