راي رياضي

إبراهيم عوض

 

خطوة مجلس إدارة نادي الهلال الأخيرة بنيل موافقة السلطات السيادية على تجنيس الظهير الكونغولي ستيفن إيبيولا والمهاجم النيجيري صنداي، تعد واحدة من أذكى وأعمق القرارات الإدارية لمجلس الإدارة الحالي بقيادة هشام السوباط ونابه المهندس محمد إبراهيم العليقي. فهي ليست مجرد خطوة قانونية تتيح الاستفادة من لاعبين مميزين في المسابقات المحلية، بل تعبير واضح عن رؤية تخطيطية ناضجة وإدارة تعرف ما تريد وكيف تصل إليه.

ففي ظل قرار الاتحاد السوداني لكرة القدم القاضي باعتماد عشرة لاعبين أجانب وثلاثة تحت العشرين عاماً، واشراك خمسة لاعبين فقط في المباراة، وجد الهلال نفسه أمام معادلة صعبة، إذ يمتلك حالياً 16 لاعباً أجنبياً، الأمر الذي كان يهدد بخسارة بعض عناصره المتميزة. إلا أن المجلس تحرك بحكمة وحنكة، واستطاع أن يسبق الأحداث بخطوة، ليضمن بقاء نجومه الأساسيين واستقرار التشكيلة التي يخوض بها غمار دوري أبطال أفريقيا، حيث بات الممثل الوحيد للكرة السودانية بعد خروج المريخ من التمهيدي، والأهلي مدني والزمالة رفاعة من الكونفدرالية.

تجربة التجنيس ليست جديدة على الهلال، فقد استفاد النادي في سنوات سابقة من هذا الخيار بامتياز، حين أسهم اللاعبون المجنّسون في تحقيق إنجازات أفريقية لافتة، كان أبرزها البلوغ إلى نصف النهائي ثلاث مرات والتأهل إلى مرحلة المجموعات ست مرات، في سجل مشرف لا يضاهيه أي نادٍ سوداني آخر.

أما موافقة لاعبين بقيمة صنداي وإيبيولا على نيل الجنسية السودانية، فهي شهادة جديدة على أن الهلال اليوم بيئة جاذبة للاعبين المحترفين، بفضل ما ينعم به من استقرار إداري وفني ومالي قلّ أن يتوافر في أندية اخرى. إنها خطوة تُحسب لمجلس الإدارة الذي أثبت أنه لا يكتفي بإدارة الحاضر، بل يصنع المستقبل بوعي وثقة وثبات.