الجمعة 31/أكتوبر/2025

الواقع الرياضي وصعوبات التتويج

الواقع الرياضي وصعوبات التتويج

‏هل وظلال
‏عبد المنعم هلال

‏ـ الهلال يلتقي اليوم بفريق الجاموس جوبا في أولى مبارياته في الدور التمهيدي لبطولة الأندية الأفريقية الأبطال، والمريخ يستهل مبارياته مع لوبوبو الكونغولي بداية الأسبوع القادم. وفي سؤالٍ بقى جزءًا من وجدان أي مشجع كورة في السودان: متين الهلال أو المريخ يجيبوا كأس الأندية الأبطال، البطولة الأكبر لأندية أفريقيا؟
‏ـ سؤال بنسمعو من سنين طويلة، مرات بنقرب من الإجابة ومرات بنبعد، لكن الحلم لسه قايم. جمهور بالملايين منتظر اللحظة الفارقة، لحظة يشوف فريق سوداني شايل الكأس الأغلى في القارة.
‏ـ الحقيقة إنو الكورة في السودان ما منفصلة من وضع البلد. الحروب والأزمات خلت أنديتنا تلعب برة أرضها بعيدًا من جماهيرها، ولعب المباريات في ملعب افتراضي في نواكشوط أو بنغازي أو في أي دولة أخرى ما زي اللعب في أمدرمان قدام عشرات الآلاف. والاستقرار الأمني بقى تحديًا كبيرًا.
‏ـ المال والإدارة كلمة السر المفقودة، والبطولات الكبيرة دي ما بس باللعب، محتاجة قروش، لكن الأهم إدارة واعية تعرف تصرفها صح. الأهلي وصنداونز ومازيمبي أمثلة حية: دعم مالي منظم، وخطط خمسية، وأكاديميات. عندنا للأسف تسجيلات عشوائية، ورواتب متأخرة، وديون خانقة، وقرارات في يد رجل واحد.
‏ـ التخبط والقرارات غير المدروسة من أسباب تخلفنا الكروي، وإعفاء مدير الكرة بنادي الهلال عبد المهيمن الأمين قبل مباراة نهائي سيكافا بأيام قليلة خير مثال.
‏ـ (علي الطلاق) اللاعب الفلاني ما يلعب، واللاعب العلاني جبتو أنا لازم يكون في التشكيلة، والمدرب دا يا أنا يا هو في النادي؛ نماذج لعقلية بعض الإداريين.
‏ـ كل موسم أو موسمين نشوف مدرب جديد: فلسفة مختلفة، وأسلوب مختلف، وتكتيك مختلف. والنتيجة: اللاعب السوداني تايه، وما في توليفة ثابتة ولا شخصية فريق واضحة. الاستقرار الفني هو الأساس لأي فريق عايز ينافس قاريًا.
‏ـ اللاعب السوداني موهبة محتاجة خبرة. والموهبة موجودة وما ناقصانا، لكن مباريات القارة الأفريقية دايرة عقلية وخبرة، ومحتاجة لاعبين يعرفوا يتحملوا الضغط، ويقفلوا المباراة في آخر دقيقة، ويستغلوا أنصاف الفرص وشفاتة كورة. وهنا بالضبط بنشوف الفرق بيننا وبين أندية شمال وغرب أفريقيا.
‏ـ المطلوب عشان يتحقق الحلم: استقرار أمني ورياضي، وإدارات واعية ومتمكنة لديها تخطيط بعيد المدى، مش إدارة رزق اليوم باليوم. وتسجيلات نوعية، ما كترة ساكت. وبناء قاعدة شبابية: الأكاديميات تفتح وتشتغل، والشباب ياخدوا فرص. واستقرار فني ومدرب بعقد طويل ورؤية واضحة وبنود تحفظ حق النادي.
‏ـ المستقبل بين التفاؤل والتشاؤم. المتفائل ما بين (تلاتة إلى خمسة سنين): لو في استقرار نسبي ودعم مالي متوسط ومدرب ثابت ولاعبين على أعلى مستوى، ممكن نشوف الهلال أو المريخ في النهائي ويكسبوا.
‏الواقعي ما بين (خمسة إلى عشرة سنين): تطور تدريجي، وصول متكرر للأدوار الكبيرة، ومع الزمن الكأس بتجي.
‏المتشائم (أكتر من عشرة سنين): استمرار نفس المشاكل، والحلم يتأجل أكتر.
‏ـ المسؤولية جماعية وما فردية. الإدارات لازم تفكر بعقلية احترافية، والإعلام يخفف من التعصب ويشجع النقد البناء، والجماهير تصبر وتدعم، لأن الهجوم القاسي مرات بيكسر معنويات اللاعبين.
‏ـ الآن الحلم بين السماء والأرض. الهلال والمريخ عندهم كل المؤهلات: تاريخ، وجمهور، ومواهب. لكن الكأس الكبيرة، الأميرة السمراء، دي ما بتجي بالصدفة، بتجي بخطة وصبر واستقرار.
‏والسؤال البظل مطروح: يا ترى الكأس الأفريقية الكبيرة حنشوفها في أمدرمان قريب؟ ولا الحلم حيفضل معلق بين السماء والأرض وندخل في دوامة كل موسم نطير ونقول القادم أجمل وخيرها في غيرها، ونحنا أسياد بلد ونهواهو في كل الظروف؟

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار