الجمعة 31/أكتوبر/2025

انحنِ لتصنع القنبلة يا عليقي

انحنِ لتصنع القنبلة يا عليقي

المستشار القانوني محمد الفاتح محمد نور مختار

  • فشل الهلال في الحصول على كأس بطولة سيكافا للأندية في نسخة قد تكون الأضعف منذ انطلاق البطولة الإقليمية الأكبر في منطقة شرق ووسط أفريقيا أصاب القاعدة الهلالية بصدمة كبيرة، ليس من أجل ضياع اللقب السهل فحسب، ولكن من واقع أن هذه الخسارة أفرزت حالة من التشكيك حول قدرة الفريق على إحراز بطولة خارجية من الأساس، سواء كانت إقليمية أو قارية.
  • الشك الذي دخل نفوس الأهلة من الصعوبة بمكان أن يخرجه التأهل إلى دور المجموعات، وديمومة الظهور المتكرر ضمن هذه المرحلة التي اعتاد أن يصلها الفريق مغمض العينين حتى وهو في أسوأ فتراته فنيًا وإداريًا.
  • الملاحظ أن غالبية المتابعين اتجهوا بعد مباراة النهائي نحو التحليل الفني البحت لمجريات اللقاء، بتناول المستوى الذي ظهر به الفريق كل حسب رؤيته، ما بين منتقد للتشكيل وطريقة إدارة المدرب للمباراة، ومتذمر من الأداء الكارثي لبعض اللاعبين، سيما الوطنيين منهم.
  • وهناك من يرى أن بعض التقاطعات تسببت في ضياع اللقب بفرضية وجود مؤامرات ودسائس داخل دائرة الكرة والبعثة الإدارية، وربما أن الإطاحة بعبد المهيمن فتحت الباب على مصراعيه لهذا الضجيج.
  • نختلف أو نتفق حول قيمة بطولة سيكافا، لكن المؤكد أن الهلال دخلها بغرض التتويج بها، علاوة على أنها توفر إعدادًا جيدًا للفريق لتوفرها على عدد مقدر من المباريات والتنافسية التي تميزها باعتبارها بطولة في النهاية.
  • الجميع محق فيما ذهب إليه، ولكن في تقديري المتواضع أرى أن المعضلة تتجاوز هذه الآراء بكثير، وتنصرف إلى الطريقة التي يدير بها المهندس محمد إبراهيم العليقي فريق الكرة، وهذا أبعد من مجرد الحديث عن مستويات الفريق والمحترفين والمدرب.
  • العليقي هو المسؤول الأول والأخير عن قطاع كرة القدم بالنادي، وما يحدث من نجاح أو إخفاق يعود له، وينبغي ألا ندفن رؤوسنا في الرمال أعمق من ذلك!
  • هو ورئيس النادي من بشّرا الجماهير بثورة مشروع رياضي ضخم يتحول بموجبه النادي إلى نادٍ عصري متطور، مواكب لكل متطلبات الحداثة. والناس أسرى لأحلامهم، ولا أمنية لجماهير الهلال سوى الظفر بالأميرة السمراء.
  • لا ننكر جهود الرجلين، فما بذلاه من عطاء وافر تمثل في إنفاق أموال طائلة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تحيط ببلادنا محل شكر وتقدير كبيرين.
  • معدلات الصرف الضخمة هذه يمكن تسخيرها بصورة أفضل لو أن فكرة المشروع قائمة على أساس سليم ومتين، مسبوق بدراسات عميقة ومستفيضة تخلص إلى خطة عمل واضحة ذات أعوام محددة يحرز بنهايتها الفريق لقبًا قاريًا كبيرًا.
  • لكن فكرة الاستمرار في التعاقد مع كتيبة محترفين - وإن كانوا موهوبين - ومدرب أجنبي بجهاز فني مكتمل لن تحقق أشواق شعب الهلال وإن طال السفر.
  • المشروع يجب أن يراجع ويصحح مساره، والعودة إلى الصواب خير من التمادي في الخطأ بتكرار نفس النهج الذي أثبتت التجربة العملية فشله.
  • وصول الهلال إلى دور المجموعات أو الدور ربع النهائي ليس نجاحًا، وعلى الأخ العليقي أن يرى الصورة من منظور آخر.
  • عماد الفريق يجب أن يتكون من اللاعبين الوطنيين صغار السن أصحاب الإمكانيات الكبيرة.
  • دونكم منتخبنا الوطني يقارع لاعبوه عتاولة القارة بكل محترفيهم الناشطين في كبرى الدوريات العالمية.
  • أمثال عبد الرؤوف وأبو عاقلة ومحمد المصطفى والغربال وكرشوم وغيرهم من المواهب موجودون، فلماذا لا ننقب عنهم في الدوريات المحلية ونصبر عليهم طالما أننا مطالبون بالصبر في كل الأحوال؟
  • اللاعب الوطني لديه دوافع ويتحمل الظروف، ولديه ارتباط وجداني بالأندية والجمهور وقادر على العطاء، والشواهد لا تحصى ولا تعد.
  • تم التعاقد مع مواهب جيدة من الوطنيين، فلماذا لا يتم منحهم الفرصة وتدعيمهم بخمسة أو ستة محترفين من الطراز الرفيع على الأكثر؟
  • استبصر النور يا عليقي قبل ضحى الغد، واستعن بأهل الاختصاص، فالرياضة لأهلها.
  • وعاقبة الصبر الجميل جميلة.

نتيجة التعادل السلبي الذي خلص إليه لقاء الهلال وجاموس الجنوب سوداني عبّرت عن مستوى الفريق الذي يحتاج لوقت طويل حتى يحدث الانسجام على الأقل، ومن ثم الحكم بإنصاف على فكر المدرب وجودة الانتدابات، مع ثقتنا في قدرة الفريق على تخطي هذا الدور.

نواصل

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار