أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
 
.......................
الزعامة والسيادة ليستا ألفاظًا فارغة المضمون، ولا هما ثوبًا باليًا مُلقى على قارعة الطريق ليرتديه كل سابلٍ أو عابر طريق.
كلا،
الزعامة صفة وتميّز تؤكده الأفعال أولًا، ثم تجري به الأقوال على ألسنة الناس.
الزعامة معنى رصين لا تُدّعى ولا تُتمنّى، وإنما يُقرّها ويُثبتها الآخرون في حقّك.
والزعيم الحق هو من يفرض زعامته أينما حلّ وذهب.
فكيف لا يكون الهلال هو الزعيم الأوحد، وقد أكّد زعامته يوم أن حلّ ضيفًا على موريتانيا،
ويوم أن أعلن عن سيادته على أنديتها الكبيرة، ولم يُعر المريخ الصغير اهتمامًا، ذاك الذي يدّعي الزعامة بلا قامة ولا قيمة ولا علامة؟
أما السيادة، فيكفي أنها تُقرن باسمه على لسان كل معلّق تشرف بالتعليق على مبارياته،
"سيد البلد... سيد البلد"
ظلّ يرددها معلّق مباراته بالأمس أمام البوليس الكيني، حتى حسبنا أنه أحد أحفاد المؤسسين لهذا الصرح العملاق.
فهل تذكرون أحدًا أطلق على المريخ لقب الزعيم أو سيد البلد غير كتابه؟
وبالأمس، فرض الهلال زعامته وسيادته عندما جندل فريق البوليس الكيني، مضيفًا بذلك شهيدًا جديدًا إلى شهداء بنينا الأخيار.
 
بالأمس بدأ مجلسنا الموقّر بقيادة السوباط والعليقي جني ثمار سهرهم وبحثهم وجهدهم المضني من أجل بناء فريق يليق باسم الهلال وتاريخه.
وتأكد لي أن الخطوات تسارعت تباعًا على الطريق الصحيح، الذي سيقودنا يومًا إلى منصات التتويج بإذن الله.
شعب الهلال وقور صبور،
يعلم أن هلاله فرس أصيل يقتحم به حلبات السباق وهو واثق من قوته،
ولكن كثيرًا ما تسبق العرجاءُ السليمةَ،
أو كما قال شاعر المهجر إيليا أبو ماضي:
كم دُرّةٍ في التاج ألفٌ مثلُها
في القاع لم تخرج من الظلماء
ولكم تعفّر بالتراب سميذعٌ
واندكّت الأطوادُ للجبناء
نعم، هي الأقدار وتصاريف الحياة تجري على أعنّتها،
ولكن سيأتي اليوم الذي يعتلي فيه الهلال قمة الهرم الإفريقي.
نعم، لا بدّ لليل أن ينجلي،
ولا بدّ للقيد أن ينكسر.
وها هي العواصم الإفريقية كلها تحتفي بالهلال، وتعرف له مكانته وقيمته،
وترحّب بمقدمه مشاركًا في بطولاتها، لأنها تعلم يقينًا ما يمكن أن يضيفه الهلال من قيمةٍ لمنافساتها،
وما تكتسبه بطولاتها من رونقٍ وزخمٍ وعبقٍ يحمله اسم الهلال أينما حلّ وحيثما ارتحل.
الهلال اليوم، وبعد أن أقصى منافسه الشرس البوليس الكيني، أصبح في قلب منافسة الأبطال على مستوى المجموعات،
وأصبحت الآمال معلّقة على أكتاف الأبطال رفاق الغربال.
وإننا ننتظر منهم بذلًا وعطاءً يفوق حصاد الموسم الماضي،
وهكذا نمضي بخطوات واثقة نحو الهدف المنشود بكل عزيمة وإصرار.
وغدًا، حين تصفو الليالي بعد كدرتها، وينزاح شبح هذه الحرب اللعينة عن سوداننا، سنبدأ — بإذن الله وعونه — مرحلةً جديدة يتكامل فيها جهد مجلسنا الموقّر مع جهد جمهورنا الوفي، تحت سحر جوهرتنا الزرقاء.
ويومها ستشهد الدنيا ميلاد هلالٍ جديد، ينعم بالاستقرار والرفاه والدعم والسند من قاعدته العريضة.
ويومها سنكتب على صفحة تاريخ الهلال سطرًا جديدًا بمدادٍ من ذهب،
بإذن الله تعالى.
 
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك