 
            
الزبير نايل
في ذاكرة الشعوب تبقى أسماءٌ قليلة تسطر بأحرف من نور لأنها كانت بلسما في زمن الجراح ويدا ممدودة في قلب العاصفة..
سيجد الناس في دفتر أيام الحرب القاسية سطرا مشرقا كتبته امرأة من أم درمان.. امرأة رفعت لواء المروءة والنجدة وستخلدها الذاكرة في سجل أبرار الوطن لأنها كانت بلسما في زمن الجراح وخطت اسمها بحروف النور …
إنها سوهندا عبد الوهاب.. ابنة هذه الأرض الطيبة التي جعلت من قلبها ملاذا للضعفاء وجسرا يعبر عليه الملهوف والمحتاج.
على جدار أم درمان.. مدينة المروءة والنبل كتبت سوهندا فصلا مجيدا  يقطر إنسانية ويعطر قسوة الأيام بأريج الكرم والوفاء.
جمعت ما تجود به الأيادي الكريمة، وفتحت أبوابها لكل من ضاقت به الدنيا، فكان المكان الذي أسسته خليةَ أملٍ نابضة، تمتدّ أمامه الطوابير لا لتتلقى إحسانا بل لتتعلّم معنى الكرامة في العطاء.
حولها فريق من المتطوعين الذين يحملون أنفاسها.. يسهرون الليل ويواصلون النهار يوزعون الطعام ويمشون بين الناس خدمة وجبرا للخواطر.
سوهندا ليست مجرد امرأة عابرة في زمن مضطرب وإنما أيقونة تعيد اليقين بأن الخير مغروس في جذور هذا الشعب الأبي .. وأن السودان مهما عصفت به المحن يظل كرمه وقلوب أبنائه كالنيل لا تعرف النضوب.
سوهندا الطائية.. جبر الله خاطرك كما جبرت خواطر الكثيرين وأثابكِ عن كل قلب كان مفجوعا وكل جائع أطعمته، وكل نفس بثثتِ فيها الأمل.
سلام عليكِ ما بقي في هذه الأرض بشر يعرف معنى الخير
0 التعليقات:
أضف تعليقك