الجمعة 31/أكتوبر/2025

تحدث لكي أراك.. محمد حلفا نموذجًا..

تحدث لكي أراك.. محمد حلفا نموذجًا..

طق خاااص

خالد ماسا

 

ولا أجد أيَّ حرجٍ في استلاف توصيف "ناشط" عند التعامل مع السلوك الإداري لمحسوبين على فئة "صغار السن" في الهيئات الرياضية، سواء كانت الهيئة الرياضية نادياً أو اتحاداً رياضياً. ولا يفوت على القارئ أن توصيف "صغار السن" أعلاه قد جاء تأسيساً على أن المناصب في نشاط كرة القدم في السودان ظلّت، ولزمنٍ طويل، جزءاً من مطامع من فاقت أعمارهم السن القانونية للمعاش.

"نديّهة" الجمعية العمومية للاتحاد العام الأخيرة، وباعتبار أنها كانت قد أُقيمت قبل موعد ولادتها الطبيعي، أعادت توزيع "الغنائم" في لجان الاتحاد العام، فكانت لجنة المسابقات من نصيب "الظاهرة" محمد حلفا. وصادف الحظ أن تدور عجلة المنافسات المحلية بعدها بأيام، وكلّنا كنا قد شهدنا استغلاله للسلطة القهرية للوائح الاتحاد، لتشارك الأندية صاغرة مكرهة في منافسة أُطلق عليها اسم "النخبة".

فردَّ وقتها محمد حلفا عضلاته، يضرب يميناً بالقول بحرمان كل من فكّر في الاعتراض على قراراته، وشمالاً لكل من أراد الانسحاب.
ولا يوجد تقييمٌ أفضل من نتائج الأندية السودانية في البطولات الإفريقية للدوري المحلي وضعفه، فالخروج المبكر لثلاثة أندية من أربعة أهلتهم المنافسة المحلية، وظهورٌ باهتٌ لبطل البطولة في الدور التمهيدي، كان يستدعي من "الظاهرة الصوتية" في لجنة المسابقات أن يهبط من برج الانتفاخ وفرد العضلات، ليُجري تقييماً شاملاً تتفادى فيه أنديتنا التأثيرات السالبة للنشاط المحلي على مشاركاتها الخارجية.

في أقل من أسبوع، لم يستطع رئيس لجنة المسابقات أن يمنع شهوة الظهور الإعلامي لديه، ليطلَّ في حوارين، ولو قمنا بتحليل لغة الجسد وطريقة الحديث، لفهمنا أن عوامل السن وقلة الخبرة هما المسؤولان عن تقديم "عنتر" جديد يخاطب الأندية بصلفٍ وعنجهيّة، بينما لم يتعدَّ الحديث حدود الاتفاق مع شركاتٍ لتصنيع الكرة التي ستُلعب بها المنافسات، وتصميم شعارٍ للبطولات، وهذا عنده يعادل اكتشاف الذرّة إن لم يفُقها!

كنا نودُّ أن نسمع من رئيس لجنة المسابقات في حواراته المعلّبة هذه أنه قد عقد اجتماعاً مع أعضاء اللجنة العليا لتأهيل الاستادات، ليخطرهم بأن لجنته قد حدّدت يناير المقبل كبداية لانطلاق الدوري المحلي، وأنهم — وبحدٍّ أدنى — يحتاجون لأربعة مواعين رياضية بشكلٍ محترم لاستقبال مجموعات البطولة. وما لم يحدث هذا، فإن الموسم مهدّد بالإلغاء، لأن تصميم كرة المنافسة وشعار البطولة لا يخلقان بطولة محترمة، ولا يساعدان أنديتنا خارجياً.

وهذا لم يحدث ببساطة، لأن "ناشط" لجنة المسابقات سيجد نفسه مضطراً للجلوس مع حسن برقو، المحسوب خصماً أكبر لمجلس إدارته.

في الحوارين، لم يُسأل هذا الناشط عن فلسفة ومنطق اللائحة في تحديد عدد المحترفين بعشرة، إضافةً لثلاثة تحت السن، وخمسة فقط داخل الميدان، لأن الخلاف ليس في العدد، وإنما في الحجية القانونية والمنطق الذي قامت عليه اللائحة التي ظلّت مجالس الاتحاد العام، ومنذ زمنٍ بعيد، عاجزة عن سدّ الثغرات القانونية فيها. فكانت تُكتب بلا معنى، ويسهل المرور بين قدميها عند أصغر إداري في أندية الممتاز.

اتخذ محمد حلفا من قيام منافسة الدوري الممتاز في يناير ٢٠٢٦م تحدياً بين لجنته وأندية الممتاز، ولذلك لم يُعطِ أي اهتمامٍ لخطابات الأندية المشاركة خارجياً، والتي طلبت فيها السماح بالمشاركة في دورياتٍ خارجية لتضيق فرصها في كل الخيارات المتاحة.

بالعضل اللائحي نفهم أن الأندية ستشارك إن قامت المنافسات المحلية، ولكن بأي عضلٍ سيقنع محمد حلفا الرعاة والمستثمرين وقنوات البث والتلفزة بأن منافساته، وبشكلها هذا، بضاعة تستحق الاستثمار فيها وتوقّع عائدٍ من رعايتها وبثّها تلفزيونياً؟ ستصل الأندية المشاركة قسراً في هذه البطولة إلى شهر يناير بخزائن يسكنها العنكبوت، وبحجّة الحرب والظروف سيُعفي الاتحاد ولجنته أنفسهم من امتحان الإمكانيات التي تسمح بالحدود الدنيا من القدرة على الترحيل والسكن والإعاشة.

ولن يغطي الظهور الإعلامي المكثف لرئيس لجنة المسابقات، واستخدام لغة الوعيد والتهديد والمراهقة الإدارية المتأخرة، على كل العورات التي تظهر في إدارة نشاط كرة القدم في السودان.

جزءٌ من الحلول التي يمكن أن تحسم هذه العنترية الفارغة هو بثّ الروح في "كتلة الممتاز"، وانتقالها من حالة كونها "كمّاً انتخابياً" إلى أصحاب مصلحةٍ حقيقية في قيام دوريٍّ محليٍّ محترمٍ يُغني الأندية المشاركة خارجياً عناء تسوّل المشاركة في دورياتٍ بديلة، أُعطوهم أو منعوهم.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار