شهادة حق
حافظ خوجلي

في سنواتٍ سابقة، كانت الكورة السودانية حاضرة بكل جماليات الأداء، خاصة في المشاركات الأفريقية، وكانت القمة تضم فطاحلة اللاعبين، والمدرب الوطني جاهزًا لخوض المواجهات بصبر وثبات مع لاعبيه، وكانت الأندية الأفريقية تعمل لنا ألف حساب؛ ينتصر الهلال اليوم، وغدًا يلحق به المريخ، لأن التنافس مشروع بما يضيف للكرة السودانية. أمّا اليوم فقد اختلف الحال؛ مكايدات في الفاضي، وأصبحت الشماتة عنوان خسارة أيٍّ من الفريقين، فكيف نفوز ببطولة أفريقية ونحن نتنافس في كيف يخسر أيٌّ منا؟
تشوّهات كثيرة أضرّت بالكرة السودانية، ولم يتخلّف بعض الإعلام عن ذلك. كيف لا، وإن لم تشمت في هزيمة الهلال فلست مريخابيًّا، وكذا الحال بالنسبة للهلال عندما يخسر المريخ. وبالتالي لم نترك للأندية المنافسة لنا شيئًا، فقد قمنا بما تحتاجه نيابة عنها؛ قتلنا طموح الانتصارات فينا، فكيف نبحث عنها ونحن أصلًا نفتقدها. يا حليل أيّام كانت أعلام الفريقين تغطي مساحات الاستاد، وفوز هذا يعني الدافع لذاك… أين نحن من الأمس الجميل؟
الآن أربع أندية في ساحة التنافس الأفريقي، وما يحدث كل عام يتكرر. فما الجديد الذي حدث؟ بل هو قديم يُعاد دون جديد يُذكر. فرح في البدايات عند الفوز، مغالطات عندما يحدث المتوقع، إقالات أجهزة فنية، والاستغناء عن ما يسمى بالمحترفين، لتبدأ الترشيحات، دولارات تُهدر، وجرد الحساب محصلته في النهاية لا يساوي ملاليم. ومادمنا نصرف على الفشل فلسنا في حاجة للنجاح، بعد أن أصبحنا نمثل حال الحاضر الغائب في البطولات الأفريقية، ومن يخرج مبكرًا ينتظر في شوق شديد أن يلحق به من لم يرافقه وقتها.
المفاهيم المغلوطة التي اجتاحت وسيطرت على الساحة الرياضية هي التي أوصلت الحال الرياضي لما نحن فيه الآن.
شهادة أخيرة
الدكتور برقو، الذي كان ينوب عن الاتحاد بالصرف على المنتخب، قرر الاتحاد تحويله للجنة الأخلاقيات كما قالوا، ونحن نقول: إنه جزاء سنمار.
فوز المريخ بثلاثة أهداف لا يعني أنه في قمة الجاهزية.
الحذر ثم الحذر من حملة التطبيل الأجوف التي تصوّر أن المريخ قد بلغ من الجاهزية ما يصعد به لدوري المجموعات.
بدايات رباعي الأندية في الكونفدرالية والأبطال نريدها فعلًا لا قولًا، لا على طريقة الحاضر الغائب.
اللهم ارحم زعيم أمة المريخ ودالياس، واجعل الجنة مثواه يا كريم.