أهداف ملعوبة

عبدالمنعم محمد سيدأحمد

 

أعجزتنا الحيل و(غلبتنا النسويّة) مع هؤلاء العكاليت!

لو كانت لي سعةٌ وسلطةُ منح الجوائز الكبرى، لمنحتها لذلك الصحفي الأوغندي الذي وصف المريخ بأنه ظل الهلال.

لا شك أن هذا الصحفي النابه الذكي قد تابع بدقة ما يجري في بلادنا على مستوى أندية كرة القدم، كما كنا نحن نتابع أنديتهم فيلا الأوغندي وكمبالا سيتي والبوليس الأوغندي.

ولا شك أنه نظر في أمورٍ كثيرة، منها التاريخية، فوجد أن كثيرًا من أهل الهلال هم من قامت على أكتافهم نهضة المريخ من إداريين ولاعبين.

كما لاحظ وصافة المريخ للهلال، وعلم بحكم عمله كصحفي رياضي فضل الهلال على المريخ حين أتاح له فرصة اللعب في البطولة الأفريقية الكبرى، وذلك بعد أن أصبح السودان يشارك بأربعة فرق في بطولات الاتحاد الأفريقي إثر تميز الهلال وتواجده المشرف في البطولة القارية.

وها هي الأيام والأفعال تثبت كل يوم دقة وصدق ذلك الصحفي الأوغندي.

ولو أن وجود المريخ كظل للهلال جاء كواقعٍ تاريخي أو نتيجةٍ طبيعية لترتيب المنافسات، لكان الأمر مقبولًا بعض الشيء.

ولكن أن تصبح الصفة روشتة يكتبها ويصرفها أهل المريخ على كيانهم دون أدنى حرج، أو أن ينتزعوا حقًا لغيرهم ليتمسكوا بمكان الظل لهلالنا – كما فعل السيد حازم مصطفى الذي يريد أن يجعل سيد الأتيام ظلًا للمريخ الظل – فهذا ما لا نرضاه أبدًا لأهلي مدني، النادي الذي يحظى في قلب كل سوداني بمكانةٍ رفيعةٍ مستمدةٍ من عظمة الجزيرة الخضراء وعاصمتها الحبيبة إلى قلوبنا.

أما وقد رضي المريخ بمكانة "الظل" وتعايش معها وألفتها نفوس أهله، فإننا لن نرضاها لأهلي مدني ولا لأيٍّ من أنديتنا ذات المكانة والتاريخ، ولن نقبل إهانتها أو المساس بتاريخها المجيد.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ظل الهلال داخليًا محجوز للمريخ فقط، أما خارجيًا، فيمكن السماح لغير المريخ بأن يستمتع بهذه المكانة الرفيعة، مثلما حدث مع نوازيبو الموريتاني العظيم.

وحتى تستقيم الأمور وتوضع الأشياء في مواضعها، فإني أطلب من أهلي في مدني أن يهبّوا لحماية الأهلي، تاريخه وسيادته وريادته، من أن يجعله حازم ظلًا للمريخ.

هل يستوي يا كبار مدني أن يكون الأهلي ظلًا لظلٍّ؟!

لا أستسيغ هذا الأمر أبدًا.

خلّصوا أهلينا، سيد الأتيام العريق، من قبضة هذا المريخي الأحمر.

وليكن شعارنا:

فليعد لأهلينا عزّه ومجده وتاريخه، أو فلتُمزَّق كل الرايات الحمراء والصفراء، مع إعطاء اللون الكُريمي فرصةً للعيش والتعايش في ظل الهلال الوريف.

لقد جاء في الأخبار أن الأهلي مدني سيتنازل للمريخ ليلعب بدلاً عنه في الدوري الرواندي ظلًا للهلال!

يا جماعة الخير، دي محنة شنو الواقعة فيها الهلال دي؟

البِفِكّ الظل دا منّا شنو؟

الله غالب!