 
            طق خاااص
خالد ماسا
وبذات الطريقة "القيصرية" التي حقق بها الهلال بطولة النخبة الأخيرة، صعد بالأمس الأول إلى الدور الثاني من بطولة الأبطال على حساب الجاموس الجنوب سوداني، بعد مباراة حُبست فيها الأنفاس وراودتنا فيها كوابيس خراب الموسم بأكمله حال أدرك الجاموس التعادل في أي لحظة من لحظات اللقاء.
وبالنظر لردود الأفعال عقب انتهاء اللقاء نجد أن هنالك حملات "دِفتردارية" تُقاد وفقاً للرؤى السطحية للحال الفني للفريق؛ جهة تمد حبال الصبر لريجيكامب، ليس حباً في عيونه الخضراء ولكنها استجابة للفطرة التي لا تعرف الرأي أمام "بابا المجال" ودافع المال، وجهة أخرى تقرأ على نفسها "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين".
وفي عزّ روح القطيع التي يشعل بها "الدفترداريون" حملتهم ضد منصة مجتمع الهلال، التي وعدت بالنقل المباشر للقاء الهلال وجاموس الجنوب وصاحب شوطها الأول مشكلات تقنية ذات علاقة بالمصدر، صوبوا سهامهم ناحيتها وناحية المركز الإعلامي، بل وتخلوا عن فِقه الصبر على الأشياء في بداياتها كما هو حالهم في قصة ريجيكامب، وفضحوا ازدواجية المعايير التي يتعاملون بها في قضايا الهلال. وهنا يأتي السؤال: علامَ نحن مطالبون بالإمساك بحبل الصبر مع ريجيكامب الموقع عقده في أغسطس الماضي، ونقطع حبله في التجربة الأولى لمنصة مجتمع الهلال؟
الظواهر "الصوتية" وغوغاء الرأي المجاني لا يستطيع أيٌّ منهم تعدي الخطوط الحمراء ليسأل: أين هي القناة التي نازعتم الآخرين في اسمها وأدعيتم البطولات باستردادها؟ وهل يعلم السوباط بأنه كان من الممكن لإدارة القناة التواصل مع Zanzibar Broadcasting Commission للحصول على حصرية بث اللقاء تلفزيونياً، ومن ثم تسويقه ليكسب الهلال مادياً وتتمكن جماهيره من مشاهدة اللقاء؟ بل أين هو قطاع الاستثمار العاطل في نادي الهلال الذي لا يعلم بأن تسويق مباراة بأهمية وإثارة مباراة الجاموس يمكن أن يُحصّل به أضعاف ما سيتم تحصيله من وراء العقود المشبوهة "خارج صندوق" الشفافية والوضوح.
ولو أن الأمين العام بمجلس الهلال بمستوى المنصب والمسؤوليات، لكانت المنصات الإعلامية للنادي وقناته الفضائية ومجتمعه التفاعلي تعمل بمستوى احترافي وتبث المحتوى الخاص بالهلال لجماهيره أينما بحثت عنه وجدته. إلا أن خفة اليد الإدارية تجره جراً للتربح المجاني من مجهودات الآخرين ابتداءً بوهم عضوية المكتب التنفيذي لرابطة الأندية المحترفة في نهاية العام ٢٠٢٣م، وانتهاءً بتلبية دعوة المملكة العربية السعودية للمشاركة في المعرض السعودي الدولي لكرة القدم، التي قال "حضرته" بأنها فرصة للتعريف بالهلال وتاريخه التليد ومكانته الرفيعة، وهو الذي وقف متفرجاً في محطة انتخابه أميناً عاماً لمجلس الهلال.
لم يفتح الله على الظواهر الصوتية التي خرجت في حملتها الدفترداريةعلى منصة الهلال بشيء بخصوص "كوم" التحذيرات القانونية التي صارت "عِلكة" يمضغها العاطلون، بينما مجرد موظف في الهلال يضرب بالقرار والتحذيرات عرض الحائط، وهو جالس على بعد "شبرين" من نائب الرئيس وتحت حصانة "بابا المجال"، وينقل لقاء الجاموس "عينك يا الأمانة العامة في الهلال".
كان من الواجب على الظواهر الصوتية أن تسأل أميننا العام: ما الذي تريد أن تعرضه عبر مشاركتك في فعالية SAIF EXPO 2025 المقامة في السعودية؟ هل هو عدم قدرتك القانونية على حماية الحق الهلالي أم طريقة إدارة نادي كبير كالهلال عبر "الرسائل الصوتية" وعدم الالتزام بنصوص النظام الأساسي؟
"بسطونة" الحردان، التي لا زال أثرها على "ظهر" العمل الإداري في الهلال والتي ضرب بها "بابا المجال" أيام بطولة النخبة، تمنع المجلس حالياً من دعوة القطاع الرياضي لاجتماع عاجل لمناقشته حول ما حدث في سيكافا والدور الأول الأفريقي، وبحث الحلول لحالة "عسر الهضم" التي يعانيها جمهور الهلال لوجبة "الصبر" على ريجيكامبوبعض اللاعبين.
الطريقة "المخزومية" التي يتعامل بها البعض من محدودي التفكير، هي التي تدفعهم للسكوت على الأسباب الحقيقية في تردي الحال الهلالي، وإطلاق ألسنتهم بحسب ما يرضي من يعبئ "تنك" الوقود للظواهر الصوتية لينصبوا سرادق العزاء في "ميت" لا يعرف المعزّين فيه ولا أولياء الدم. بينما رئيس نادي الجاموس تكفل بكفوف الراحة ناقلاً الجماهير من جوبا إلى ستاد أمان ليكون صوتهم الأعلى في المدرجات، في حين كانت بضع دولارات يمكن دفعها لهيئة البث في زنزبار وتعويضها بالتربح من عائدات تسويق المباراة. ولو كان في الهلال مجلس صاحب قرار، لأعلن فوراً حل قطاع الاستثمار في النادي بدون خطاب شكر.
0 التعليقات:
أضف تعليقك