 
            بهدوء
علم الدين هاشم
قرار المدرب الصربي داركو نفيتش باستبعاد عشرة لاعبين من معسكر المريخ المقام حاليًا في رواندا لم يمر مرور الكرام، فقد أشعل النقاشات في منصات التواصل والقروبات الحمراء بين مؤيد ومعترض. غير أن قراءة متأنية للقرار تكشف أنه جزء من خطة عمل مدروسة أكثر من كونه رد فعل متعجل.
اللاعبون الذين تم استبعادهم سيعودون إلى بورتسودان ليخضعوا لبرنامج تدريبي خاص، سينضم إليهم فيه بعض عناصر فريق الشباب تحت إشراف المدرب الوطني محسن سيد، في خطوة تبدو كأنها تشكيل فريق رديف جاهز للاعتماد عليه متى ما احتاج الجهاز الفني لذلك. هذا يعني أن الإبعاد ليس استغناءً نهائيًا، وإنما توزيع للأدوار وتحضير للأسماء حتى تكون جاهزة وقت الحاجة، خاصة في ظل موسم طويل وضغط مباريات مرتقب.
داركو نفيتش، في فترة وجيزة من إشرافه على المعسكر، قرر تقليص العدد والتركيز على مجموعة محدودة بهدف رفع جودة الأداء والتجانس قبل مواجهة سان لوبوبو الكونغولي في الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا أواخر سبتمبر. القرار في جوهره فني بحت، ينبع من فلسفة المدرب في بناء فريق متماسك، وليس من مزاجية أو مجاملة.
مثل هذه القرارات تُعد اختبارًا لمدى وعي الجماهير والإعلام بضرورة احترام صلاحيات المدرب وتركه يعمل دون تدخل أو ضغوط، لأن أي مشروع فني يحتاج إلى بيئة هادئة وصبر حتى يؤتي ثماره. المطالبة بإعادة من استُبعدوا أو التشكيك في جدوى القرار لن تفيد الفريق في هذه المرحلة الحرجة، بل قد تربك الحسابات.
لقد قلنا مرارًا إن نجاح أي مدرب في المريخ – أياً كان اسمه – لن يتحقق إلا بمنحه كامل الصلاحيات دون نقصان، وعدم التدخل في شؤونه الفنية. اليوم لدينا فرصة حقيقية لاختبار ذلك، فإما أن نصبر ونمنح داركو الفرصة كاملة ليبني فريقًا على طريقته، أو نكرر سيناريو السنوات السابقة حيث يتعثر العمل الفني بسبب الضغوط والتدخلات
0 التعليقات:
أضف تعليقك