الجمعة 31/أكتوبر/2025

د. أبوجبل.. الرحيل المر

د. أبوجبل.. الرحيل المر

بلا ميعاد : عوض أحمد عمر

... البلاد تفقد أحد أعلامها البارزين
• ودعت البلاد الدكتور حسن أبو جبل، أحد أعلام الحركة الرياضية والأكاديمية في السودان، ورمزًا للعطاء الخالص والتجرد المهني.
• لقد فقدت الساحة الرياضية والأكاديمية شخصية تميزت بالجدية والانضباط والمنهجية، وتركت أثرًا ملموسًا في كل المواقع التي شغلها داخل السودان وخارجه.
• لم يكن أبو جبل إداريًا تقليديًا، بل كان صاحب رؤية واسعة تستند إلى أسس علمية وقواعد منهجية واضحة، وهو ما جعل حضوره في مواقع المسؤولية إضافة حقيقية تظل دائمًا محل الاحتفاء والتقدير.
• فقد مزج بين العلم والرياضة، فاستثمر تأهيله العلمي الرفيع في مجال العمل الإداري والأكاديمي.
• خدم أبو جبل مؤسسات الدولة، وتدرج في مناصب مهمة بوزارة الشباب والرياضة حتى بلغ منصب وكيل الوزارة، ما أكسبه ثراء معرفيًا وتجربة عملية جعلته مرجعًا لا غنى عنه في مجاله.
• ولم يقتصر عطاؤه على السودان، بل امتد إلى الساحة العربية، حيث عمل خبيرًا ومستشارًا في اتحاد الكرة بسلطنة عمان، وأسهم في تطوير البنية الفنية والإدارية هناك، واضعًا خبراته في خدمة التجارب العربية.
• لقد حمل أبو جبل اسم السودان في كل محفل، فكان سفيرًا للكفاءة العلمية والمهنية، وأثبت أن الكوادر السودانية قادرة على المنافسة والتميز في كل المحافل.
• أما في اتحاد كرة القدم السوداني، فقد عرف اسمه كأمين عام قدّمه لهذا المنصب البروفيسور كمال شداد، الرجل الذي يعرف قدر المتميزين وأصحاب الكفاءة والإجادة، ويزن الأمور بميزان التجرد والنزاهة والضمير.
• وخلال فترة عمله، أضاف أبو جبل قيمة حقيقية من خلال تنظيم العمل، وتطبيق المنهجية العلمية، وتعزيز الشفافية والنظام في إدارة الشأن الرياضي.
• لم يكن مجرد موظف يؤدي مهامه، بل كان عقلًا إداريًا يسعى إلى إرساء المؤسسية والانضباط التزامًا بالمعايير الدولية.
• غير أن هذه المسيرة المشرقة لم تحم موقعه كأمين عام للاتحاد، إذ تمت إقالته على يد قيادات الاتحاد التي خلفت البروف شداد، في واحدة من محطات نكسة الرياضة السودانية وأكثرها بؤسًا وشؤمًا.
• هذا القرار كان انعكاسًا لعورات التنافس الانتخابي الضيق، وكشف عن غياب الضمير وانعدام التقدير لرجل أفنى سنوات عمره في خدمة الرياضة بالمهنية والتجرد والنزاهة.
• وكان الأجدر أن يُكرَّم ويُحتفى بعطائه، لا أن يُقصى طمعًا في المنصب الدولاري.
• كان الدكتور حسن أبو جبل مثالًا للنزاهة والتفاني، اتسم بالانضباط والصرامة الإيجابية، وعُرف بقدرته الفائقة على التنظيم والإدارة.
• لم يسعَ إلى مجد شخصي أو مكسب خاص، بل عمل بصمت، وقدّم دون انتظار مقابل، لم يقعده المرض أو حتى عامل السن، مؤمنًا أن خدمة الرياضة والوطن من أسمى مراتب العزة والشرف.
• برحيله، لا تفقد البلاد شخصًا فحسب، بل تغيب مدرسة كاملة في الفكر الرياضي والإداري، مدرسة عنوانها العلمية والمنهجية والالتزام والانضباط والإخلاص.
• أمثال الدكتور أبو جبل يستحقون التقدير الذي يوازي عطاءهم، والاحترام الذي يليق بتجردهم، وستبقى سيرته العطرة مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودليلًا على أن النزاهة والعلمية هما الطريق الأقوم لبناء المؤسسات الرياضية الراسخة المتميزة والمحترمة.
• خالص التعازي وصدق المواساة إلى أسرة الفقيد الدكتور حسن أبو جبل، وإلى الأسرة الرياضية السودانية عامة، وإلى أصدقائه وزملائه كافة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
▪️ آخر الكلم ▪️
• لقد فقد السودان برحيل الدكتور حسن أبو جبل أحد أعلامه البارزين، وستظل سيرته العطرة ومبادئه النزيهة مصدر إلهام للأجيال القادمة.
Omeraz1@hotmail.com

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار