الجمعة 31/أكتوبر/2025

رباعية الهلال أمام سيمبا صفعة في ذاكرة الوجع المريخي

رباعية الهلال أمام سيمبا صفعة في ذاكرة الوجع المريخي

بلا ميعاد : عوض أحمد عمر

• تعد المناكفة والنقاش بين جماهير الأندية الرياضية من أهم مظاهر المنافسة، وهي التي تمنح التنافس حيويةً وزخمًا وقبولًا.
• فالمناكفة هي ملح المنافسة، خاصةً بين الأندية الجماهيرية التي تمتلك قاعدة واسعة من الأنصار والمحبين.
• وفي السودان، يكاد المشهد الرياضي ينقسم بين جمهور الهلال والمريخ، وهو ما منح مباريات الفريقين قيمةً خاصة، وزادها إثارةً واهتمامًا، حتى أصبحت لقاءاتهما حديث الشارع الرياضي في كل زمان ومكان.
• لكن المتابع لردود أفعال بعض أحبابنا المريخاب في الفترة الأخيرة، يقف على حقيقة الوضع المتأزم الذي يعيشونه، ومحاولتهم التنفيس بتصويب سهام الغضب نحو الهلال وجماهيره.
• نعم، عاش المريخ خلال السنوات الثلاث الماضية وضعًا صعبًا ومأزومًا على مستوى الفريق وحتى مجلس الإدارة.
• وبالضرورة امتدت الآثار السالبة إلى جماهيره التي كادت أن تهجر تشجيع الفريق ومتابعة أخباره.
• وقد وصل بهم الحال إلى درجة التعايش مع الهزيمة وتقبّلها كأمرٍ عادي وطبيعي، حتى من الأندية الصغرى كما حدث إبان مشاركة الفريق في الدوري الموريتاني.
• وما زاد الأمور تعقيدًا، الهزيمة الكبيرة برباعيةٍ نظيفةٍ من الهلال سيد الساحة في بطولة النخبة، والتي جعلت المريخاب في خصامٍ دائم مع الجمال عامةً، ومع الرقم (4) كحالة وجعٍ خاصة.
• وصار كل ما يذكّر بهذا الرقم يستفز الذاكرة ويعيد صورًا من الألم والكوابيس المزعجة.
• بل إن كل هدفٍ جميل يُسجَّل من مسافة بعيدة يذكّرهم بهدف الساحر “روفا” الذي أرسل الكرة في فصل الشتاء لتعانق شباك المريخ في الصيف.. ولكم أن تتخيلوا طول هذه المسافة الزمانية بالأمتار، والمسافة الشعورية بالألم.
• لذلك، لم يكن غريبًا أن تأتي ردود أفعال المريخاب بعد فوز الهلال على سيمبا التنزاني وديًا برباعية، مشحونةً بعبارات الغضب والتهكم والسخرية، ونسج الروايات التي يقصد منها التخفيف من حدة الألم.
• فقد امتلأت صفحات التواصل بالحديث عن المباراة نسجًا للروايات والحكايات، في وقتٍ تناسوا فيه أن المريخ بشحمه ولحمه، وخلفه مجلس الأحلام، خسر مباراةً تجريبية أمام مجموعة من المتفرجين المغامرين بهدفٍ دون مقابل.
• الملاحظ أن بعض المريخاب يفرحون لهزيمة الهلال أكثر من فرحتهم بانتصار فريقهم، ويغضبون لانتصار الهلال غضبًا يفوق حتى حزن جماهير الهلال عند الخسارة.
• إنها حالة تستحق الوقوف عندها فعلًا، لأنها تجافي المنطق وتبتعد عن روح التنافس الحقيقي.
• فالمنطق يقول إن حب النادي لا يُقاس بكراهية الخصم، وإن التنافس لا يُبنى على نسج الحكايات ولا على استدعاء المواجع، بل على التحدي والعمل والإصلاح.
▪آخر الكلم▪
رباعية سيمبا الودية لم تكن مجرد فوزٍ عابرٍ للهلال، بل كانت صفعةً على ذاكرة الألم المريخية، أعادت إلى أجندة الأحداث جراحًا لم تندمل بعد، وجعلت المريخاب يستعيدون مشاهد أوجاع الأربعة وكأنها حدثت بالأمس.

Omeraz1@hotmail.com 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار