الجمعة 31/أكتوبر/2025

ريجيكامب... لا يعرف قدر الهلال ولا يحترم مشاعر جماهيره الغالبة.

ريجيكامب... لا يعرف قدر الهلال ولا يحترم مشاعر جماهيره الغالبة.

بلا ميعاد : عوض أحمد عمر

• تدريب الفرق الكبرى ليس مجرد منصب، بل مهمة عالية المسؤولية تقوم على قواعد احترافية دقيقة، مع الالتزام الكامل بمتطلبات النجاح الفني والإداري.
• فالمدرب المحترف ليس مجرد منظر وناقل للتوجيهات، بل هو قائد ومسؤول وملهم، يكرس كل وقته وجهده وفكره من أجل الفريق الذي يتولى مسؤولية تدريبه.
• غير أن ما يفعله مدرب الهلال "ريجيكامب" يثير موجة من الغضب والاستياء المشروع، ويطرح تساؤلات كبرى حول مدى احترامه للهلال وتاريخه ولجماهيره الغالبة ولمهنته كمدرب محترف، ومن قبل ذلك لمجلس الإدارة الذي منحه ثقة مطلقة لا يستحقها.
• بعد ساعات قليلة من مباراة الهلال أمام "جاموس" التي انتهت بالتعادل المخيب الذي حسبته الجماهير خسارة، انشغل ريجيكامب بالمشاركة في برنامج سوبر ليغا بقناة "فاناتيك" لتحليل مباريات الجولة العاشرة من الدوري الروماني.
• لم يعبأ بالصدمة التي تركها التعادل على الجماهير، ولم يمنح نفسه فرصة التفكير في كيفية تصحيح المسار قبل المواجهة المصيرية المقبلة يوم الأحد القادم.
• والأدهى أنه استغل توقف رحلة الهلال في نيروبي ليمنح وقته وجهده لتحليل الدوري الروماني كمحلل راتب في القناة.
• أي استهتار هذا؟ وأي رسالة يبعثها للاعبيه وهو يظهر مشغولًا بغيرهم، فيما فريقه يواجه مباراة مصيرية؟
• إن المدرب الذي يتعامل مع نادٍ بحجم الهلال بطريقة "المقطوعية"، حيث يمنحه جزءًا من وقته فيما يهب جل طاقته وزمنه الحي لاهتمامات أخرى، لا يمكن أن ينتظر منه أن يترك بصمة فنية أو يحقق نقلة نحو الأفضل أو حتى المحافظة على الموجود.
• المسألة هنا ليست في المشاركة في البرنامج بحد ذاته، بل في دلالاته وفي الرسائل التي يبعثها... ونتمنى أن تصل لبريد مجلس الهلال.
• لا شك أن المدرب الناجح هو من يجسد نموذج القدوة، ومن يزرع في لاعبيه الانضباط بالتزامه الشخصي.
• فإذا كان هو أول من يشغل وقته في مهام أخرى، فكيف سيقنع لاعبيه بتكريس طاقتهم كاملة للفريق؟ هذا التناقض لا يمكن أن يبني ثقة ولا يحقق تماسكًا مطلوبًا.
• ثم إن إدارة الوقت بالنسبة للمدرب هي السلاح الأهم... حيث كان الأجدر بريجيكامب أن يعكف على دراسة أداء الهلال في المباراة السابقة وأداء فريق جاموس، ويضع خطة مفصلة لمباراة الرد المصيرية، خطة يعطيها وقته وجهده واهتمامه.
• بدلًا من ذلك فضل متابعة وتحليل مباريات الدوري الروماني، وكأن الهلال مشروع ثانوي في أجندته.
• وهنا تتجلى الأبعاد الأخلاقية في الالتزام بالمسؤولية واحترام المهنة، بل الانتماء والمشاركة بالإحساس بردود أفعال النتيجة المحبطة.
• النتائج المباشرة لهذه الممارسات واضحة: غياب البصمة التدريبية، تراجع الروح المعنوية، وفقدان الثقة بين اللاعبين والجهاز الفني.
• وحين يشعر اللاعبون بأن مدربهم غير منشغل بهم، فمن الطبيعي أن يتسلل الإحباط إلى نفوسهم. أما الجماهير، التي تمنح الفريق وقتها ومشاعرها، فهي لن تغفر أن يستهان بكيانها على هذا النحو، ويكفي موقفها السالب من المدرب بالرغم من المدة القصيرة له في تدريب الهلال.
• وهنا لابد لمجلس إدارة الهلال أن يتعامل مع هذا الوضع بحزم ومسؤولية.
• المسألة هنا ليست مرتبطة بنتيجة مباراة الأحد فقط حتى إذا كسبها الهلال بنصف دستة من الأهداف، بل تتجاوزها إلى مبدأ جوهري: هل يمكن القبول بمدرب مشتت الفكر مشتت المسؤولية، لا ينشغل بفريقه حتى في الأوقات الحرجة؟
• إذا استمر هذا النهج، فإن الهلال مهدد بخسارة توازنه ومساره في موسم يحتاج فيه إلى أقصى درجات التركيز والانضباط.
• إن تفرغ المدرب لفريقه ليس خيارًا، ولا يمكن أن يكون محل مساومة أو مجاملة، بل واجب أخلاقي ومهني.
• الهلال لا يستحق أن يكون مجرد محطة هامشية في مسيرة "ريجيكامب"، بل ينبغي أن يكون محل اهتمامه الأول والأخير.
• والرسالة الأوضح هنا: من لا يحترم الهلال أو يمنحه ما يستحق يجب ألا يكون له مكان في الهلال.
▪️آخر الكلم▪️
• نتيجة مباراة الأحد تقع على عاتق اللاعبين في المقام الأول... لذلك عليهم أن يدركوا أنهم وحدهم من سيتحمل المسؤولية، بغض النظر عن التشكيلة التي سيختارها المدرب.
• من الضروري أن يجتمع اللاعبون فيما بينهم بعيدًا عن الجهاز الفني وحتى الإداري، ويتعاهدوا على تقديم الأداء الذي يشبه الهلال وانتزاع الفوز والتأهل الذي يسعد جماهيره الغالبة.
📧 Omeraz1@hotmail.com

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار