راي رياضي
إبراهيم عوض

قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإيقاف نائب رئيس اتحاد الكرة السوداني نصر الدين اليماني لمدة 15 مباراة وتغريمه خمسة آلاف فرنك سويسري، على خلفية اعتدائه على حكم مباراة السودان وتوغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان صادمًا ومؤلمًا لكل من يتمنى رؤية كرة القدم السودانية تتقدم بخطوات ثابتة نحو الاحتراف والانضباط.
ما فعله اليماني، وهو رئيس بعثة المنتخب إلى السنغال وتوغو، يمثل نموذجًا سلبيًا لسلوكٍ لا يمت بصلة للمسؤولية أو الروح الرياضية، خصوصًا وأن موقعه الإداري يفرض عليه أن يكون قدوة للاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري، لا أن يكون هو من يأتي بالفعل القبيح الذي شوّه صورة السودان أمام العالم.
لقد أثبتت الحادثة أن الأزمة في الكرة السودانية ليست فنية فقط، بل أخلاقية وإدارية في المقام الأول. فعندما يفقد من يفترض أن يكون رمزًا للانضباط أعصابه، ويعتدي على حكم المباراة، فكيف نطالب اللاعبين بضبط النفس واحترام القانون؟ وكيف نرجو من الاتحاد الدولي أن ينظر إلى الكرة السودانية باحترام وهي تُدار بهذه العقلية المتشنجة؟
إن هذا السلوك لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، لأنه لا يعبر عن روح المنافسة أو الغيرة الوطنية، بل عن فوضى وغياب للوعي الإداري داخل منظومة الاتحاد. وكان الأجدر باليماني أن يواجه الظلم – إن وُجد – عبر القنوات القانونية، لا بالعنف اللفظي أو الجسدي.
لقد آن الأوان لإعادة ضبط المفاهيم داخل مؤسسات كرة القدم السودانية، فالمناصب ليست وجاهة اجتماعية أو تذاكر سفر مجانية، بل أمانة ومسؤولية وطنية تتطلب الحكمة والانضباط والسلوك الذي يليق بتمثيل البلاد.