الجمعة 31/أكتوبر/2025

شجر كان هُوَزَّز .. يا أبلاي يا هبوباي..

شجر كان هُوَزَّز .. يا أبلاي يا هبوباي..

طق خااااص

خالد ماسا ...
وعلى قياس بيت الحكمة الدارفوري "شجر كان هوزز يا أبلاي يا هبوباي"، يمكننا قراءة بعض الأحداث الهلالية التي شغلت البال الأزرق في الأسبوع المنصرم، ولعلها تداعيات خسارة لقب سيكافا وارتداداتها الكبيرة هي التي استوجبت أن نعيد قراءتها وفقاً لردود الأفعال.
إعفاء مدير الكرة بنادي الهلال الأستاذ عبد المهيمن الأمين كان هو مركز الزلزال، وتباينت فيه الآراء بشكل واضح. ويبدو أن مسألة توقيت القرار هي التي وضعت أكثر من علامة استفهام، لأن السياق الزمني بوجود الفريق في نصف النهائي يرى البعض فيه بأنه غير متسق مع قرار الإعفاء، وربما كان ذلك سيكون مناسباً إبان حادثة إشراك لاعبين محترفين بما يخالف لائحة الدوري الموريتاني، ووقتها سكت المجلس وانحنى لعاصفة الانتقاد، ليجيء القرار في هذا التوقيت دون ذكر أسباب، فيصبح الباب مفتوحاً أمام عاصفة تكهنات لم تتوقف في فرضية "التآمُر" ورسم الخطط لإبعاد عبد المهيمن. وربما كان الجانب الأخلاقي حاكماً هنا من جانب مجلس الهلال مع ابن النادي حتى لا يؤثر ذلك في مشواره القادم.
يحدث خلل كبير في تحليل القرار عندما يتم تناوله وكأنه انعقاد مقارنة بين عبد المهيمن وعاطف النور، فكلاهما صاحب تجربة يجب تقييمها بطريقة منفردة، وذلك حتى لا يبدو الأمر وكأنه انحياز لطرف دون الآخر، الشيء الذي يقود إلى مشاحنات لا طائل منها في الهلال.
"المعلومات" التي تخدم التحليل تقول إن هنالك تقاطع صلاحيات كان سبباً في نزع فتيل الأزمة، والمؤكد هو غياب العمل المؤسسي في الهلال، وأن مدير الكرة لم يكن يعمل وفق "وصف وظيفي" مكتوب مع العقد، وكذلك المدير التنفيذي، وأن الجهة الأعلى في المجلس – ووفقاً لبينات ظرفية أو "سماعية" – تتخذ قراراتها، وإلا لكانت واقعة الدوري الموريتاني هي الظرف المناسب لإقالة مدير الكرة بقرار لا يثير أي جدال أو تكهنات أو تخيل مؤامرات.
من خلال المتابعة وجدت أن الرأي الغالب في هذه "المناقرة" مبني على العاطفة والانطباع، الذي لا يمكننا من إصدار أحكام ببساطة، لأن تقييم أداء مدير الكرة ليس كتقييم اللاعبين الذين نراهم أمامنا في الميدان، فأدوات التقييم بيد من قام بالتكليف ووضع الوصف الوظيفي، وهذه أشياء يجب أن تكون هنالك قدرة على قياسها وتحديد النجاح والفشل فيها وفقاً لعلم الإدارة، ولا علاقة لها بابن الهلال البار وأنه يلبي النداء، فالأمر متعلق بوظيفة وليس تطوعاً، ويُقابَل براتب.
أنصار نظرية المؤامرة جاءوا بقصة – إن صحت – أعتقد أنها تدين عبد المهيمن أكثر من أنها تدعم الفرضية التي يعتقدون أنهم يدافعون بها عنه. وهي القول إن مشاركة الهلال في دوري النخبة كانت بإرادة مدير الكرة ومجهوده وضد إرادة القطاع الرياضي أو المجلس تحديداً، ومن ثم القول إن التتويج بالبطولة وهزيمة المريخ حق يُنسب لمدير الكرة. وذلك لأن السلطة التي جاءت بالمجلس هي أعلى سلطة في الهلال "الجمعية العمومية"، والسلطة التي أتت بعبد المهيمن هي سلطة قرار المجلس، وبالتالي ليس من حقه تجاوز هذا الحق في السلطات. وإن كان تقدير قرار المجلس وقتها خاطئاً، فهنالك جهة تملك حق محاسبته. وفي هذه الحالة نعتقد أن عبد المهيمن لا زال متأثراً بتجربته في الأهلي شندي، والتي كان فيها – وبحسب ظرف النادي وقتها – الكُل في الكُل ويتحرك بماكينة رئيس النادي، وهو خطأ كلفه مغادرة المنصب بعدها. وبهذا المنطق يصبح صاحب النظرية يتهم عبد المهيمن بتجاوز صلاحياته، إذ لا مجال هنا لأن نضع قراره في مقابل قرار المجلس.
في نقاش هذه القضية كنت أتمنى أن تأتي أسئلة من نوعية: ماذا تقول لائحة اللاعبين؟ ومن المسؤول عن تنفيذها، مدير الكرة أم غيره، في حالات كحالة خاديم دياو وكوليبالي وتأخرهما عن فترة الإعداد؟ وهل خاطب مدير الكرة المجلس بما تقرره اللائحة في هذه الحالات، أم كان متفقاً مع توصيفها بالسلوك الاحترافي كما قال الأمين العام؟ وهل كانت الحوافز "الدولارية" التي كان يظهر بها مع بعض اللاعبين وفقاً للائحة، أم هي "فَنجَرة" وشغل علاقات عامة مع اللاعبين؟ لأن علم الإدارة يقول إن الحوافز ما لم تُضبط بلائحة فهي تفتح الباب للأضرار. هذه هي الأدوات المنطقية لتقييم قرار إقالة مدير الكرة بالهلال، حتى لا نظلمه ولا نظلم الهلال بمناقشات لا تساعدنا في التقييم.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار