طق خاااص

خالد ماسا

والمظهر الذي ظهر به الهلال في جولة الذهاب أمام جاموس جوبا لا يعبِّر عن تسعين دقيقة فقط لعبها الهلال بتشكيلة لاعبين اختارهم المدرب ريجيكامب، وخرجت بالتعادل السلبي الذي لم يُرضِ غالبية الجماهير التي ترى أن التعادل السلبي أمام فريق لا يملك تاريخاً ولا إمكانيات الهلال يُعتبر مؤشراً خطيراً في مشوار بطولة الأبطال. المظهر هو جزء من أسباب كثيرة مرتبطة ببعضها، ولن تتوقف هذه الأسباب عن التأثير في نتائج مباريات الهلال طالما أن هنالك مجموعة من الذين يخشون طعن الفيل ويتجاسرون على (الضُل) فيجلدون بأقلامهم وألسنتهم وهواتفهم النقالة الجهاز الفني واللاعبين، متغابين "العِرّفة" في الأسباب الحقيقية وراء هذا الشكل الذي ظهر به الفريق في النخبة وسيكافا وتمهيدي الأبطال.

روشتة "الصبر" التي يتداولها البعض لتخفيف الضغط على المتسبب الأساسي في أوضاع الهلال الحالية ما هي إلا "تدليس" خبيث، وعقدة خوف فطرية من انتقاد المجلس في سياساته الإدارية، هذا إن كانت هنالك سياسات يتبعها المجلس في قراراته. ولو قُدِّر لهؤلاء الاطلاع على محاضر اجتماعات المجلس التي تُدار عبر التطبيقات التفاعلية، لفهموا أن هناك تعريفاً جديداً للأغلبية يقول إن الصوت الواحد يساوي تسعة.

سريعاً ما أحس ريجيكامب "المتفلت" بعدم هيبة قرار المجلس، فأطلق عنان لسانه في صحافة رومانيا الصفراء باشتراطات عنترية، لو كان يملك 1% من الاحترافية لحسمها بكل هدوء أثناء جلسة توقيع عقده مع الهلال بالقول إنه لا يرغب في وجود مساعد وطني خالد بخيت أو غيره. إلا أنه ومجلس الهلال ارتضوا بهذا الوضع المختل بوجود مساعدين، ليكتشفوا لاحقاً أن الأمر لا يستقيم.

"سَكرة" رباعية النخبة في شباك المريخ أفقدت الكثيرين الوعي اللازم للتقييم الحقيقي في الهلال، وبالتالي تماشوا مع القرار الإداري والمشاركة في سيكافا، ورقصوا طرباً مع عشوائية الشطب والتسجيل، ومرّت عليهم نكتة اختيار اللاعبين المسجَّلين حالياً من بين 400 تحدّث عنهم رئيس القطاع الرياضي. واعتبر البعض بطولة النخبة إنجازاً تاريخياً لأنشيلوتي بخيت، وهو الذي لم يتزحزح من محطة "المساعد" منذ اعتزاله وحتى الآن، ولن...

السلوك الإداري المرتبك لمجلس الهلال هو المتسبب في شق الصف الهلالي بالخلافات حول قرار عزل مدير الكرة والانقسام حول بقاء أو إقالة خالد بخيت. ولمزيد من تخفيف الضغط والاستجابة لأطماع البعض، يترك المجلس الصفحة الرسمية للنادي تحت الضغط الجماهيري بسبب عدم نقل لقاء الذهاب أمام الجاموس، مع أن صاحب أدنى مستوى من التفكير يعرف أن ترتيبات نقل المباريات والاتفاقيات المتعلقة بها هي بالأساس مسؤولية المجلس. ومتى ما حُسم ذلك إدارياً، تأتي الجوانب الفنية. وهذا ما لم يحدث لأن المجلس لم يفكر أصلاً في أداء مسؤولياته، ولديه الاستعداد في كل أزمة تنشب لتوفير ضحية يُضحى بها لإلهاء محدودي التفكير.

"نفخة" البعض وغيرتهم الكذوبة التي نراها في هجمتهم على اللاعبين والمدرب لا تساعدهم في فتح ملف المصالح "المشتركة" التي صادرت وألغت بعض الأصوات داخل اجتماعات المجلس، وحوَّلتهم إلى وضع "الطيران". ولن يبيع أحدهم الكرسي الذي يجلس عليه لأجل ثلاث دقائق من الحقيقة.

لستُ مع اتخاذ قرارات متعجِّلة بخصوص ريجيكامب، ولكنني أتمنى أن تكون علاقته مع الهلال مضبوطة بعقد "محترم" يعطي الهلال حق التقييم في التسعين يوماً الأولى من العقد، وأن يضع اللجام على لسانه الفالت، وألا نعتبر أن تخطي الجاموس إنجازاً حتى لا نتورط فيما ورطتنا فيه بطولة النخبة ولقاء المريخ الأخير.

"احتكار" العليقي لرئاسة بعثات الهلال بالطريقة التي حدثت في سيكافا ولقاء جوبا الأول، وفي الغالب في لقاء الإياب، يؤكد الانطباع السائد بفرضه لحصار حول الفريق حتى على أعضاء المجلس الذين نحتاج لاختبار قدراتهم الإدارية. وأن رئاسته للقطاع الرياضي لا تجعل كل المفاتيح في يده، ولا تجعل من الفريق منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها. وصبيانية تحدي إرادة الكل بفرض شخص قال المجلس فيه كلمته بالإعفاء فيه عدم احترام وتقدير لمنتخبين في المجلس، ودليل على أن مرور ثلاث سنوات في الإدارة لم تساعده في رفع مستوى الإدراك والوعي الإداري الذي يتناسب وشغل منصب كبير في نادٍ بحجم الهلال. وإن سلِمت جرّة الصف الهلالي من الشق في مرات، فإنها لن تسلم على الدوام.

https://3ctionsport.com