وهج الكلم
د. حسن التجاني
 
- الناطق الرسمي السابق باسم قوات الشعب المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله، زول اسم على مسمّى... زول نبيل جداً، هادئ، طويل البال، مهذّب، صاحب أخلاق عالية وانضباط رفيع. لا يعرف العنصرية، وحتى العصبية المهنية لديه معدومة.
- العميد ركن نبيل تربطني به علاقة طيبة جداً قبل الحرب. كنا نلتقي كثيراً ونتبادل الأفكار، وكنت أدعمه بإخلاص لأنه يستحق، فهو منضبط وصادق في عمله.
- كنت وقتها ناطقاً رسمياً باسم الشرطة السودانية، وكانت لديه رغبة كبيرة في التعلم والتدريب على هذه المهمة، إذ لم تكن لديه خبرة واسعة في عمل الإعلام وفنياته كمهنة، لكنه كان يمتلك كل صفات الناطق الرسمي من شجاعة وثقة وثقافة وإلمام تام بما يدور في مجال تخصصه. كان حصيفاً غير «مندلق»، لا يميل إلى «الشو» بقدر ما كان محباً للمهنة والوظيفة.
 عندما تم تعيين نبيل كان برتبة العقيد، ثم تمت ترقيته إلى رتبة العميد أثناء شغله لمنصب الناطق الرسمي، مع دفعته.
- العميد ركن نبيل، الناطق الرسمي السابق للجيش، كان دقيقاً جداً وحذراً أكثر... قليل الظهور إلا في الأمور الجلل، ولا يخرج في سفاسف الأحداث. كان مكتبه يقوم بالمهام اليومية، ولعلمي فإن هذا هو فن الإبداع.
 كان قوياً في معلوماته التي يدلي بها لوسائل الإعلام، لا يهاب أضواء الكاميرات، ولا يخشى أسئلة مقدمي البرامج الإخبارية في القنوات العالمية أو المحلية. كان يتمتع بثبات انفعالي عالٍ، على عكس بعض المسؤولين الكبار الذين يتراجعون في أقوالهم.
 نبيل لم يكن يخاف من «مقصات» قاطعي الأرزاق، فقد كان يمتلك جرعات إيمانية قوية جداً، وهذا سر ثباته ونجاحه في مهمته التي جلس فيها طويلاً حتى أصبح معروفاً للعالم أجمع، خاصة أن فترته تزامنت مع الحرب التي شغلت الدنيا، فكان الناس ينتظرون ما ينطق به نبيل، لأنه صاحب بيانات صادقة ودقيقة، فاكتسب بذلك ثقة الجميع.
- صمت نبيل دهراً خلال فترة كان فيها محاصَراً داخل القيادة العامة، وحين فكّ الجيش الحصار، نطق نبيل بعد الصمت صدقاً، فاستبشر الناس بطلّته مرة أخرى بعد أن ظنوا أنه لن يعود.
- صدر قبل أسبوع تقريباً قرارٌ بإعفاء العميد ركن نبيل من مهمته كناطق رسمي باسم الجيش، ونقله ملحقاً عسكرياً في القاهرة.
 لا أعلم إن كان إلحاقه بالسفارة إبعاداً له عن موقعه لصالح توجهات المعركة، أم تكريماً وتقديراً لجهوده وخطابه المتزن طيلة فترة توليه المنصب، أم أنه شأنه شأن العميد أبو هاجة من قبل... أم أن للأمر علاقة بالفيديو الذي ظهر فيه والده يرجوه ترك الجيش والانضمام إلى الدعم السريع؟ وهل كان الفيديو صحيحاً؟
 أسئلة كثيرة تدور حول قرار إنهاء فترة نبيل في موقع الناطق الرسمي فجأة.
- شخصياً، لا أرى سبباً واحداً لإبعاده في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، خاصة وأن خطابه الإعلامي اتسم بالاتزان والمسؤولية طوال فترة عمله.
- علاقتي اللصيقة بالأخ نبيل تمنحني الحق في الحديث عنه بشجاعة.
 هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وقد كان قدر المهمة وزيادة، كما أشار الأستاذ الطاهر ساتي في عموده (إليكم) عندما تحدث عن شجاعة نبيل وثباته في مواجهة إعلام الأجندة، ووصفه بأنه الشجاع والمطلوب للمرحلة.
- لا أشك لحظة في أن العميد نبيل، لو خُيّر بين البقاء في موقعه أو الذهاب ملحقاً بالسفارة، لاختار البقاء.
 هذا هو نبيل الذي أعرفه... إلا إذا كانت كيمياؤه الوطنية قد وهنت وفسدت، وهذا ما لا أظنه.
- (وداعا نبيلا) سنفتقدك يا نبيل
للتواصل واتساب ..(0123906060) 
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك