الجمعة 31/أكتوبر/2025

صرّوها بي (بَعَرا) ...

صرّوها بي (بَعَرا) ...

طق خااااص
خالد ماسا

وبخبث العاجز عن الدفاع عن مواقفه، يسعى البعض في الهلال لتعميم منهج "القطيع" في التعامل مع أحوال النادي الفنية والإدارية، مستغلين الاستعداد الفطري لدى البعض أيضًا للانقياد وتبنّي مواقف من قضايا في الهلال دون تشغيل الحدود الدنيا من العقل والتفكير. وبالتالي، نجد آراءً ومواقف بلا ساقين يتم تداولها في سوق "أم دفسو" المفتوح لسابلة الطريق الهلالي بلا ضوابط.
ما من أحد من الكسولين ومحدودي القدرات يجهد نفسه في تحليل ومواجهة الأسباب الحقيقية وراء خسارتنا لبطولة سيكافا، ويكتفون – كالمعتاد – بطاقية الحكمة الزائفة التي تقول بضرورة الصبر على إنجازات "الأسياد" وأصحاب الكرامات الإدارية، وأن هنالك أسبابًا للخسائر بعيدة عن يد مقاماتهم السامية التي من الكراهة أن تمسها الأقلام بالنقد والأسئلة المشروعة.
في الهلال، هنالك مقيّدون على أوتاد الإداري "النجم"، الذي تظل تصرفاته الإدارية في حصانة من الانتقاد، ومتى ما خلّف في ميعاده الهلالي يأتونه صاغرين بالأعذار. وهذا بالضبط ما يحدث حاليًا في الهلال.
على الإطلاق، لست مع "نُقارة" تحميل اللاعبين وجهازهم الفني مسؤولية ما حدث في سيكافا، وكذلك لست مقتنعًا بقصص الصبر عليهم وبدايات الإعداد والانسجام، لأنها حُجج "ميتة" لا تنطلي إلا على السطحيين وأصحاب التفكير المحدود. فالإداري المستمتع بدهان التلميع والمنفوخ بالآراء الكذوبة هو جزء أصيل مما يحدث داخل الميدان، وبالتالي يتحمل، مع اللاعبين وجهازهم الفني، المسؤوليات. ولكننا نجدهم يمتلكون شهادة "إعفاء" من هذه المسؤولية بسبب أن البعض قد باع موقفه مقدّمًا ليشتري الوُد الإداري.
لم يتجرأ أحد بالقول لأمين مجلسنا العام: "من غشّنا فليس منا"، عندما اجتهد في بيانه تحقيرًا للبطولة واصفًا إياها بفترة الإعداد. وما أن صعد الفريق لنصف النهائي حتى تهافت بمقال ركيك طمعًا في نصيبه من الإنجاز. ولم يسأله واحد من رابطة مشجعي الإداريين: لماذا يعاني بيان منسوب لنادٍ عظيم كالهلال من "حمّى الضنك" في تفاصيل كنا نحتاج فيها لمستندات تثبت أن الهلال قد خاطب اللجنة المنظمة لسيكافا بخصوص لائحة مشاركة اللاعبين، وأن الهلال تلقى مستندًا رسميًا بالموافقة على مشاركة اللاعب مثار الجدل؟ لأن هذا يُعد "ألف باء" الإدارة، ومثل هذه الأخطاء خطورتها على الهلال أضعاف خطورة قرارات ريجيكامب الفنية وكوارث عثمان ديوف وسفيان فريد داخل الميدان. وللأسف الشديد، فإن رواد مدرسة الانقياد الجماعي ينتظرون من مثل هذا الإداري تصحيح الأوضاع ومعالجة ما حدث في سيكافا.
وبالتأكيد سنجد من يصدّع رؤوسنا بمستوى اللاعب (كَبّه) والمقارنة بين فلوران وريجيكامب وعبقرية "المعلم"، بينما يُقام الحد على من يسأل السؤال المنطقي: (طالما أن ما جاء في بيان الأمين العام كله صدق ويعبّر عن درس إداري عظيم بمستوى ترجمة خطابات الأمم المتحدة والكوميسا ويستحق التصفيق والتطبيل، فلماذا لم يشارك اللاعب في بقية المباريات؟). ونحن نجيب على السؤال بأن البيان لم يكن إلا "دفن ليل .. كراع في القبر والجثة كلها خارج المطمورة".
هذه هي مسؤولية الإعلام: أن "يكشح" جردل الحقيقة على رأس كل منوّم مغناطيسيًا ويعيش في غيبوبة الغرام الإداري، ويقول له: بقدر ما أن هنالك لاعبًا غير مؤهل "فنيًا" لدخول تشكيلة الهلال، هنالك أيضًا من هو غير مؤهل "إداريًا" لدخول تشكيلة مجلس إدارة نادي الهلال، الذي يعمل منذ ثلاث سنوات في ظروف هي الأكثر مثالية في تاريخ الإدارات: بدون ضغط جماهيري، ولا اصطفاف معارض، ولا إعلام يقول "البغلة في الإبريق الإداري"، ولا ندّ تقليدي ينافس.
ومع ذلك، تسقط كل قراراته الصادرة بالإجماع أمام صوت واحد يعرف أنه مسنود بروح القطيع الذي عطّل عقله "الجزلان". وبيت الحكمة السوداني يقول في مثل هذه الحالات: "صرّروها بي بَعَرا".

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار