 
            بهدوء
علم الدين هاشم
يواصل مجلس تسيير نادي المريخ عمله في صمتٍ يُحسد عليه، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي والمزايدات المعتادة، لكنه في المقابل ينجز على الأرض ما يفوق التوقعات. فقد تحوّل وعد دعم الفريق بصفقات مميزة من المحترفين الأجانب إلى واقع ملموس، كان آخره التعاقد مع النجم المدغشقري نيكولا، أحد أبرز لاعبي بطولة أفريقيا للمحليين ،، هذه التعاقدات النوعية لم تأتِ اعتباطًا، بل ضمن رؤية شاملة تهدف إلى بناء فريق قوي قادر على المنافسة القارية، لا مجرد المشاركة الشرفية.
النتيجة الودية الأخيرة أمام فريق البوليس الرواندي – فوز بثلاثة أهداف نظيفة – ليست سوى محطة من محطات الإعداد الذكي الذي يقوده المدرب الصربي داركو نفيتش ،، فالرجل يبدو هادئًا واثقًا، يختبر لاعبيه ويقارن مستوياتهم، ويبحث عن التوليفة المثالية لمواجهة فريق سان لوبوبو الكونغولي في الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا ،، مثل هذه التجارب تمنحه فرصة حقيقية لتقييم اللاعبين الجدد والقدامى على حد سواء، ولصياغة خطة لعب متكاملة لا تعتمد على الاجتهادات اللحظية.
ومجلس التسيير بدوره يوفر للمدرب الصربي كل المقومات التي يحتاجها، من معسكرات وتجارب ودية إلى بيئة مستقرة تساعده على تنفيذ خططه. هذا التوافق بين الإدارة والجهاز الفني يبعث برسالة طمأنينة إلى جماهير المريخ بأن النادي يسير في الاتجاه الصحيح، وأن ما يتم الآن هو عمل مؤسسي مختلف عن المواسم السابقة حيث كانت الفوضى سيدة الموقف.
لكن النجاح المنشود لن يتحقق بالإدارة والمدرب وحدهما، فالجماهير هي شريك أصيل في المشروع. لذلك من المهم أن تتحلى بالصبر، ثم الصبر، على عمل داركو نفيتش ولاعبيه. قد لا تأتي كل النتائج كما يشتهي الجمهور في المباريات الودية أو حتى في البدايات الرسمية، لكن المشروع الواضح يحتاج إلى وقت حتى يثمر. التسرع في إطلاق الأحكام أو الاستعجال في المطالب قد يبدد ما يُبنى الآن من جهد وتخطيط.
اليوم يقف المريخ على أعتاب مرحلة جديدة، فريق يتشكل بذكاء وصفقات تُبرم في صمت، ومدرب يعمل وفق خطة واضحة ، إذا استمر هذا النسق، فإن الأحمر سيكون على موعد مع موسم مختلف، وربما عودة قوية للمنافسة الأفريقية التي طال انتظارها
0 التعليقات:
أضف تعليقك