 
            هلال وظلال
عبد المنعم هلال
صلاح عادل ما لاعب عادي، دا زول بيقاتل في الملعب كأنها آخر مباراة في حياتو.
بيجري، بيكافح، وبيسد الخانة وين ما تكون فاضية.
صلاح عادل دا دايمًا بتلقاهو في قلب المعركة، في الحتة الصعبة، في المساحات الضيقة، في الكرات المشتركة، وفي الالتحامات القوية.. هناك بتلقى صلاح عادل.
هو رئة الهلال، والزول البضخ الدم في شرايين الفريق من الدفاع للهجوم.
الزول البشيل التقيلة، وبيتحمل الضغط، وبيفتح الطريق قدام النجوم، والناس ما شايفاهو.
صلاح عادل بيجتهد وبيعمل شغل غير مرئي، والشكر والتقدير بيروح لغيرو!
صلاح عادل مظلوم.. مظلوم إعلاميًا وجماهيريًا.
زول ما بيعمل شو، ما بيفتش عن الأضواء، ما بيحتفل كتير، ما بيعمل حركات.
عشان كده الجماهير مرات ما بتحس بقيمتو، لكن المدربين دايمًا حاسين بيهو.
المدرب ما ممكن يستغنى عن صلاح، لا في الهلال ولا في المنتخب.
تلقى التشكيلة كلها تتبدل، لكن اسم صلاح عادل ثابت.
وده معناتو حاجة واحدة: الزول دا "لاعب مدرّبين".
كل مدرب مرّ على الهلال، من فلوران إلى الروماني بيرجكامب، ومن قبلهم كواسي أبياه في المنتخب، كلهم اختاروا صلاح عادل.
ليه؟
لأنهم بيعرفوا إنو صلاح ما بتهرب من المسؤولية، ما بتهاون، بيلعب بقلبو قبل قدمو، وبيقدّم أكتر مما عندو.
مرات بتلقاهو في الدفاع بيقطع الهجمة، وبعد دقيقة واحدة بتلقاهو في النص بيستخلص الكورة، وبعد تلات دقايق بتلقاهو في الهجوم بيمرّر تمريرة حاسمة أو بيرتقي لرأسية وبيزاحم عشان يسجل هدف.
الزول دا بيشيل الهلال على كتفو، وبيواصل حتى لو مصاب، وبيكمل المباراة حتى لو تعبان، كأنو داير يقول: "أنا هنا عشان الهلال".
لكن الغريبة.. مهما عمل، ما بيرضوا عنو!
ينقذ هدف، يمتلك منطقة الوسط، يعتقل الخصوم، يقدم مباراة كبيرة، وبعد دا كلو يقولوا ليك: "صلاح عادل كعب، وزي الزفت!"
الزول دا اتظلم ظلم شديد، لأنو ببساطة ما بيدافع عن نفسو.
بيتكلم في الملعب، وبيخلي الناس تنتقد وتهاجم وتتكلم في التجمعات والقروبات والصفحات.
صلاح عادل مثال للاعب البيلعب بشعار النادي، ما بالمزاج ولا بالأسماء.
لاعب مجهود، وبكل ما يملك من إمكانيات بيجود.
زول متواضع، هادي، منضبط، محترم، بيحترم الخصم قبل الزميل، وبيميل مع الكورة مهما تميل.
ودا النوع البترتفع بيهو الكرة السودانية لو كان عندنا عشرة زيو.
الهلال محتاج لناس زيو..
ناس ما بتتكلم، بتشتغل من سكات، وكلامها جوه الملعب.
ناس ما بتسوق الكلام في الإعلام، لكن بتسوق الكورة في الميدان.
صلاح عادل هو النموذج الحقيقي للانتماء، زول لابس الشعار في القلب ما في التيشيرت بس.
صلاح هو قلب الهلال النابض، ولو في زول ممكن نقول عليه "يمثل روح الهلال"، فهو صلاح عادل.
ومهما اتكلمنا عن صلاح عادل، والله ما بنوفيه حقو.
زول زي دا لازم يُكتب عنو، ولازم يُذكر بخير، ولازم الجماهير تعرف قيمتو قبل فوات الأوان.
كل المدربين المرّوا على الهلال أو المنتخب أجمعوا إنو صلاح عادل من أميز لاعبي الوسط الدفاعي في السودان.
زول لو شفتو بيلعب، بتعرف إنو عندو فهم كروي عالي، وبيعرف يتمركز وين، وبيقرأ اللعب قبل ما تحصل الهجمة.
ما بيلعب بالعشوائية، وده البخلي المدربين يحبوه.
الهلال محظوظ إنو عندو لاعب زي صلاح، قلبو حار، بيدافع وبيهاجم، وبيعمل التوازن، وبيشيل الحمل التقيل من غير صوت.
وجود صلاح عادل في وسط الهلال زي ضخ الدم في جسم الإنسان.
وفي زمن البهرجة الإعلامية، بقى الزول الهادي دا كنز نادر.
صلاح عادل ما محتاج مدح، محتاج تقدير.
ويا ريت الجماهير تعرف إنو النجوم ما بس البسجلوا، في نجوم بيصنعوا الفرق بصمتهم وجهدهم وتضحيتهم، وصلاح واحد من ديل.
ظلٌّ أخير
اللهم احفظ السودان وأهله،
اللهم أبدل خوفهم أمنًا، وحزنهم فرحًا، وشتاتهم اجتماعًا،
اللهم أطفئ نار الحرب، وأزل الغل والحقد من القلوب،
اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.
0 التعليقات:
أضف تعليقك