الجمعة 31/أكتوبر/2025

عذرًا حبيبتي إن طال بعادي عنك

عذرًا حبيبتي إن طال بعادي عنك

 

قاسم ميرغني محمد الحسن

عذرًا حبيبتي إن طال بعادي عنك،
فاعلمي أن قدري هو البعاد...
فالأقدار تقودنا، ولا ندري متى الميعاد،
لكن اعلمي أنك ميعادي،
وأنتِ أغلى وأحلى البلاد.

لا تُعاتبيني، وأنا مسكون بالعتاب...
لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟
أسئلةٌ يحتار عندها الجواب.
أسري بأحلامي ليلًا، أُضاحك ما تبقّى من ذكريات،
وبقايا دموعٍ وآهات،
أبحث عن نجومٍ تهديني الطريق،
فأنا تائهٌ في متاهات نفسي...
أنام وأصحو، وأنا مربوطٌ بحبال اللاشيء،
فأنتِ تعلمين أن كل ما سواكِ لا شيء.

لا تُعاتبيني، فقَلبي لا يحتمل العتاب،
بعض من الوفاء يجرّني إلى حروفٍ تحكي
عن جميل قومٍ تعلمنا منهم الوفاء.

الشوق يشدّنا حلمًا بالرجوع

يشدّنا الشوق حلمًا بالرجوع،
نرجوه تمهّلًا، فلن يطول الليل،
وحتماً ستشرق الشمس بالطلوع.

نراكِ في ضوء النهار زاهيةً جميلة،
اغتسلتِ من الألم بدماء شبابٍ عشقوكِ،
عشقوا فيكِ ديارًا وديارًا،
أهديتِهم الحب جارًا وجارًا.
لم تَتُهْ خُطاهم يومًا،
فالطريق يهدي خطاهم، ويعرفهم بأسمائهم.

لا تُعاتبيني إن طال البعاد

لا تُعاتبيني إن طال البعاد،
فأنا أعاتب نفسي، وقد طال بي السهاد.
أحسب الليالي، والليالي تتمرّد عليّ،
فيضيع مني الحساب.

أمدّ حبال صبري، وأتمدد على بقايا من ذكريات...
أهديني فوق صبري صبرًا أتكئ عليه،
ولكني — يقينًا — أحبك.

سيأتي الميعاد

كم ليلةٍ سريتُ إليكِ،
وأنتِ — رغم ألمكِ — تُسامرينني،
وتحكين لي حكاياتٍ ستكون يومًا تاريخًا ومجدًا.

سيأتي الميعاد وسآتيكِ...
طفلكِ المدلّل أصبح هرمًا،
وسأحكي للأجيال مجدكِ وعزّكِ،
ولن يطول البعاد،
فحتماً... سآتيكِ.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار