راي رياضي
إبراهيم عوض
 
أطلق مجلس إدارة نادي الهلال قبل أيام مبادرة العضوية الإلكترونية، فشهدت إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، وحققت أرقاماً قياسية تجاوزت عائداتها المئة مليون جنيه سوداني، في خطوة وُصفت بالمهمة، وإن جاءت متأخرة بعض الشيء، إلا أن المثل يقول: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
ظلت مسألة إحجام جماهير الهلال عن نيل عضوية النادي – رغم ضخامتها وارتباطها الوجداني العميق بالفريق – هاجساً متكرراً لدى مجالس الإدارات المتعاقبة منذ تأسيس النادي قبل نحو قرن من الزمان.
ففي مطلع التسعينيات، وتحديداً خلال فترة مجلس عبدالمجيد منصور (1991 – 1994)، بُذلت محاولات جادة لتحفيز الجماهير على نيل العضوية، حيث تم افتتاح مكاتب في أحياء الخرطوم لهذا الغرض، إلا أن تلك الجهود لم تحقق النتائج المرجوة.
السكرتير الأسبق لنادي الهلال، المهندس عبد الله السماني – أطال الله عمره – كان من أوائل من شخصوا المشكلة بوضوح، إذ قال إن ارتباط جماهير الهلال ظل محصوراً في فريق كرة القدم فقط، فهي تتدافع بالآلاف إلى الملاعب عند كل مباراة للفريق، وتحقق تلك اللقاءات أرقاماً قياسية في الحضور، لكنها لا تبادر بخطوة الانتماء الرسمي عبر العضوية.
كان السماني يرى أن الحل يكمن في تحفيز الجماهير عملياً، عبر توفير مزايا حقيقية لحاملي العضوية، كتوقيع شراكات مع مؤسسات ومتاجر تمنحهم امتيازات خاصة، أو إنشاء نادٍ اجتماعي عالمي الطراز، يقضي فيه الأعضاء أمسياتهم مع أسرهم كما يحدث في الأندية الكبرى، وعلى رأسها النادي الأهلي المصري.
اليوم، تعيد إدارة السيد هشام السوباط إحياء هذا الملف بصورة حديثة من خلال العضوية الإلكترونية، وهي خطوة تتسق مع روح العصر وتسهل الإجراءات أمام المشجعين داخل السودان وخارجه. كما أنها تفتح مورداً مالياً مهماً يسهم في دعم خزينة النادي وتخفيف العبء عن مجلس الإدارة، الذي ظل يتحمل النفقات الكبيرة لتطوير الفريق وتجهيزه للمنافسة على البطولات الإفريقية.
المرحلة التالية التي ينبغي أن تضعها الإدارة في خطتها المستقبلية هي الاهتمام بالبنية التحتية للنادي. فبعد أن تضع الحرب أوزارها وتستعيد البلاد استقرارها، يجب أن تتجه الجهود لتأهيل مقر النادي أو شراء قطعة أرض في موقع مناسب، ليكون مقراً لائقاً بالأعضاء، ومكاناً جاذباً للعائلات ومحبي الهلال، يجسد روح الانتماء ويعزز ثقافة المشاركة.
              
             
          
0 التعليقات:
أضف تعليقك