 
            بهدوء
علم الدين هاشم
قبل أن يطأ لاعبو المريخ والهلال وأهلي مدني أرض رواندا، كانت رابطة الدوري الرواندي تتحرك بوعي ومسؤولية، فأعلنت دعمًا ماليًا لأنديتها لمواجهة الأعباء التي ستترتب على استضافة الأندية السودانية الثلاثة.
خطوة تعبّر عن تقدير واحترام، وتكشف عن عقلية رياضية تعرف قيمة المشاركة وتفهم معنى التعاون.
في المقابل، ماذا فعل اتحادنا العام لكرة القدم؟
كالعادة، أصدر شروطًا غريبة وقراراتٍ مربكة لا هدف منها سوى التعقيد ووضع العراقيل أمام كل مبادرة يمكن أن تُنعش كرة القدم السودانية!
الاتحاد الذي فشل في تنظيم دوري محلي منذ شهور، ولم ينجح في توفير الإعداد السليم للمنتخب الوطني، وجد الوقت ليضع شرطًا “تعجيزيًا” يُلزم الأندية الثلاثة بالعودة الفورية للمشاركة في الدوري السوداني في يناير القادم، وكأنه يتحدث عن بطولة قائمة ونظام واضح ومواعيد معروفة!
الواقع أن هذا الشرط ليس سوى محاولة جديدة من اتحادٍ يهوى تعطيل النجاح ويفتقد لأي رؤيةٍ عملية.
كيف يُعقل أن يُقيّد تجربة احترافية فريدة يمكن أن تمنح أنديتنا الثلاثة مكاسب فنية وإدارية؟
الاتحاد الرواندي أعلن بوضوح أنه يعتبر المريخ والهلال وأهلي مدني إضافة نوعية للدوري الرواندي، وقرّر معاملتهم كأندية محلية، بل واعتبر قمة المريخ والهلال المرتقبة “حدث الموسم” في رواندا، بينما اتحادنا لا يرى في تلك المشاركة إلا خطرًا على “هيبته المفقودة”!
نحن أمام مقارنة فاضحة بين اتحادٍ يعرف قيمة العمل الرياضي، واتحادٍ يجهل حتى أبجديات الإدارة.
الاتحاد الرواندي كسب الاحترام بالمبادرة والدعم والتنظيم،
أما اتحادنا فخسر كل شيء بالجمود والتناقض والتصريحات الفارغة.
على الدكتور معتصم جعفر وأركان حربه أن يدركوا أن ردّ التحية للاتحاد الرواندي لا يكون بالشعارات، بل برفع القيود عن أنديتهم، والسماح لها بإكمال تجربتها في رواندا دون تدخل أو وصاية.
وعندما تعود الأندية لاحقًا، سيكون الاتحاد الرواندي قد ربح تجربة تاريخية، بينما يبقى اتحادنا غارقًا في لجانه المترهلة واجتماعاته العقيمة!
ردّوا التحية يا سادة بأحسن منها،
فليس من اللائق أن تُكرَّم أنديتنا في الخارج وتُهان في الداخل!
0 التعليقات:
أضف تعليقك