وهج الحروف

ياسر عائس

تهرّب الاتحاد السوداني من تحديد موعدٍ قاطعٍ لبداية الموسم الرياضي بمنافساته المختلفة، وترك الأندية وإداراتها تحت رحمة التأويل ونسج الأقاويل، بعد أن تسربت أخبار عن بداية الممتاز في يناير، وهو موعدٌ بعيدٌ نسبيًا يُشكّل ضغوطًا مالية ونفسية ومعنوية وفنية على الإدارات والأجهزة الفنية واللاعبين.

وفي ظل ضبابية الموقف، وضع الاتحاد الهلال في مأزقٍ كبير، حيث يتعين على فريقه خوض مباريات الأبطال بلا سندٍ محلي، وهي المعضلة التي تجاوزها المجلس الأزرق بخطوةٍ جريئة الموسم الماضي، عندما قرر المشاركة في الدوري الموريتاني لإنقاذ تعاقداته وإعداد اللاعبين بشكلٍ جيد، وهو ما أهّل الفريق للترقي في الأبطال وتحقيق الانتصارات والفوز بالدرع من نواكشوط.

للموسم الثالث على التوالي، يفشل الاتحاد في تحديد وتنفيذ الممتاز، وفي الموسم الماضي أعفى الهلال والمريخ من المشاركة في الأدوار الأولى من بطولته المشوّهة التي قاطعتها بعض الفرق وأفضت إلى النخبة.

وبسبب غياب الممتاز وإهمال الاتحاد له، فقد المنتخب سباق الترشح للمونديال، لأن لجنة المنتخبات اعتمدت على مباريات النخبة فقط، وأخفقت في إقامة معسكرٍ إعدادي لمباراتي صقور الجديان، فتبخّرت أحلام الصعود لنهائيات كأس العالم.

تقدّم مجلس الهلال بطلبٍ رسمي للاتحاد السوداني للسماح له بالمشاركة في الدوري الجزائري، ولم يتكرم الاتحاد بالرد عليه قبولًا أو رفضًا، ربما بسبب رغبته في تلافي إخفاق الموسم الماضي، ولتطبيق العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين فرق الممتاز بأن تؤدي عدد مبارياتٍ متساوية.

ولا يشارك من فرق الممتاز حاليًا إلا الهلال في بطولتي الكاف بعد خروج الزمالة وأهلي مدني والمريخ، وهو أحوج ما يكون للمباريات في دوريٍ منتظمٍ مرتفعٍ فنيًا.

قدر الهلال أن يكون مثل سيدنا أبي ذر الغفاري الصحابي الجليل... يعيش وحده ويموت وحده ويُبعث وحده.

ظل الهلال على الدوام حامل لواء الكرة السودانية والمدافع عنها باستِماتة، تزيد عليه الضغوط والأعباء كلما تساقطت الفرق الأخرى من الأدوار التمهيدية، فيضاعف جهوده ويقاتل بقوةٍ للاستمرار في الأبطال، حفاظًا على حظوظ السودان في مشاركته بأربعة فرق.

اتحادُنا لا ينظم منافسة الممتاز... ولا يترك الهلال يلعب في الجزائر.