 
            
الزبير نايل
في رواية الأديب الكبير الطيب صالح  "مريود" همس ود الرواس لصاحبه محيميد بكلمات تختصر جوهر هذه الحياة …
«الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين اثنين.. الصداقة والمحبة.. ما تقول لي لا حسب ولا نسب، لا جاه ولا مال… ابن آدم إذا كان ترك الدنيا وعنده ثقة إنسان واحد، يكون كسبان».
رغم بساطة هذه الكلمات إلا أنها تفيض حكمة وتغرس في النفس يقينا بأن أعظم ما يورثه الإنسان في رحلته القصيرة على هذه الأرض ليس المال ولا المجد ولا الألقاب بل المحبة الصادقة والصداقة الوفية.
المحبة هي ما يرمم كسور الروح وهي التي تعيد للقلوب دفئها مع برد الحياة القاسي ودونها يتحول العالم إلى صحراء قاحلة مهما ازدانت بالقصور وتراكمت فيها الأموال.
في زمن طغت فيه الماديات وغابت فيه المعاني نحتاج أن نعيد الاعتبار للمحبة، نزرعها في بيوتنا ومدارسنا وقلوب أطفالنا لأن الإنسان لا يُقدر بما يملك وإنما بما يمنح من عطف وود ورحمة.
ود الرواس لم يكن فيلسوفا لكنه أدرك ببصيرة القلب أن الذي يخرج من الدنيا وقد أحب بصدق ووجد من يحبه لذاته لا لمصلحته فقد كسب الحياة. فالمحبة رصيد الروح الذي لا يفنى ووصية الأنبياء والرسل في كل زمان.
فلنمد أيدينا لبعضنا بالمحبة.. نغفر ونعذر ونلين، لأن القلوب إذا تباعدت ذبلت وإذا تقاربت أزهرت وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه :
إن القلوب إذا تنافر ودها …
شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
وفي ختام مشوار الحياة لا يبقى من الإنسان بعد رحيله إلا الأثر الجميل والمحبة الصادقة .
 
 
وقس على ذلك
حسن عمر خليفة
قبل معركة البوليس
* انطوت صفحة وانتهت مرحلة من مراحل دوري أبطال إفريقيا، تأهل الهلال إلى الدور الأول وصار على بعد خطوتين من العبور إلى دور المجموعات؛ ومن المسلّمات أن نقول إن كل مرحلة تعد أصعب من سابقتها ليس من باب أفضلية المنافسين في كل مرحلة فقط وإنما لارتفاع إيقاع المنافسة نفسها بما يصحبه من معدل بدني يرتفع، وفكر تدريبي يتطور، ونهج تكتيكي يتبدّل لمواكبة ما يستجد من تطورات تميز كل دور من أدوار المسابقة الأكبر للأندية على مستوى القارة السمراء، والحال كذلك فإنّ الهلال ينبغي عليه أن يتعامل مع مباراتي البوليس باعتبارهما جولتي ذهاب واياب في نهائي البطولة وليستا مجرد خطوتين نحو دور المجموعات.
* قلنا من قبل إنّ الهلال الذي تأهل على حساب جاموس جنوب السودان لم يكن مقنعاً ولم يقدّم المستوى المرضي لجماهيره التي لا تبحث فقط عن النتائج لكنها تطمح لأداء يقنعها بأن الفريق قادر على السير إلى أبعد مدى ممكن؛ وكما قلنا سابقاً فإنّ المسؤول الأول هو المدرب ريجكامب المطالب بالانصراف كلياً لفريقه والابتعاد عن المعارك الجانبية التي يمكن أن تشتت ذهنه وتبدد مجهوده في ما لا فائدة منه ولا طائل من ورائه؛ وعليه أن يدرك أنه وإن تعاظم دوره إلا أنه لا يعدو كونه (فرداً) في منظومة إن لم تتكامل انهارت وكان هو بلا شك أول المتضررين.
* يأتى الدور بعد ذلك على اللاعبين الذين اتيحت لهم فرصة جيدة للاحتكاك من خلال المشاركة في بطولة شرق ووسط إفريقيا سيكافا، تلك المشاركة التي كان هدفها المعلن الأول توفير إعداد جيد للبطولة الإفريقية، لقد كان اللاعبون قريبين من تحقيق إنجاز غير مسبوق ومنح الفريق بطولته الإقليمية الأولى لكنّ الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن وخسر الهلال النهائي ليكون التعويض المطلوب من اللاعبين في حده الأدني بلوغ دور المجموعات كخطوة مهمة وأساسية في طريق تحقيق الحلم الكبير؛ حلم التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا.
* لقد توفّرت للهلال من المعينات ما يجعل من ارتفاع سقف طموحات جماهيره أمراً منطقياً ومقبولاً فالفريق يشهد إلى حدٍ ما استقراراً إدارياً يصحبه توفير كل المتطلبات التي يلزم توفيرها من قبل مجلس إدارة النادي، وتبقى الحلقة المفقودة هي حلقة الدعم الجماهيري المباشر في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا والتي فرضت على الفريق أن يخوض مبارياته غريب الوجه واليد واللسان؛ وهذه الجماهير لن تبخل بلا شك على الفريق بالدعوات والدعم الإسفيري الذي ستكون لنا عودة إن شاء الله للحديث عنه بتفاصيل أكثر في مرات قادمة.
0 التعليقات:
أضف تعليقك