الجمعة 31/أكتوبر/2025

في المغرب يصنعون الأبطال.. ونحن نصنع الأعذار!

في المغرب يصنعون الأبطال.. ونحن نصنع الأعذار!
بهدوء
علم الدين هاشم
 
تتويج منتخب المغرب بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة لم يكن مجرد إنجاز كروي عابر، بل هو تتويج حقيقي لمشروع دولة آمنت بأن النجاح في كرة القدم لا يأتي صدفة، بل بالتخطيط والعمل المتدرج طويل المدى.
فمنذ سنوات، رسمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم طريقها بوضوح، وبدأت من القاعدة لا من القمة، فاهتمت بالفئات السنية، وأنشأت مراكز تكوين حديثة، وربطت بين الأكاديميات المحلية والأندية الأوروبية التي ينشط فيها عشرات اللاعبين المغاربة.
اليوم يحصد المغرب ثمار ذلك الفكر، ويعتلي منصة التتويج كأول منتخبٍ عربي يفوز بكأس العالم للشباب، وثاني منتخبٍ إفريقي بعد غانا عام 2009.
الدرس المغربي واضح ومُلهم: الإنجاز لا يُولد في يوم، بل يُصنع على مدار سنواتٍ من الجهد والالتزام والانضباط الإداري والفني.
فالدوري المغربي اليوم بات من أفضل الدوريات في إفريقيا من حيث التنظيم والمواهب، لأن الأسس وُضعت بطريقة صحيحة، والقيادة هناك تفكر بعقلية التطوير لا التبرير.
في المقابل، نعيش في السودان حالةً من الجمود الإداري المزمن داخل اتحاد الكرة، حيث لا تكاد تمر سنة دون أن نسمع عن “خطة تطوير” أو “مشروع للفئات السنية”، ثم لا نرى سوى اجتماعاتٍ وبياناتٍ وشعاراتٍ على الورق.
الاتحاد الذي لا يملك رؤية واضحة للمستقبل، لا يمكن أن يصنع جيلاً يرفع الراية في أي محفلٍ قاري أو عالمي.
لسنا هنا بصدد مقارنة الإمكانيات بيننا وبين المغرب، فالفارق كبير ومعروف، لكن الفارق الحقيقي يكمن في العقليات التي تُدير اللعبة.
من يملك الإرادة والنية الصادقة يستطيع أن يبدأ من الصفر ويبني منظومة تضع البلاد على طريق التقدم، أما من يكتفي بالتصريحات الجوفاء والأعذار الواهية فسيبقى يدور في الحلقة المفرغة نفسها.
فليتعلم قادتنا في الاتحاد من الدرس المغربي:
التخطيط ليس شعارًا يُرفع في المؤتمرات، بل مسارٌ يُتبع على الأرض بخطواتٍ ثابتة وصبرٍ طويل

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار